عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

ويجوز دخولها على فعل من أفعال المبتدأ خلافا للكوفيين في التعميم وتخفف المفتوحة فتعمل في ضمير شان مقدر فتدخل على الجمل مطلقا وشذ إعمالها في غيره ويلزمها مع الفعل السين أو سوف أو قد

تعالى ﴿وَإِن كُلّٞ لَّمَّا جَمِيعٞ لَّدَيۡنَا مُحۡضَرُونَ﴾ [يس:٣٢] وهو الغالب, ويجوز إعمالها أيضاً قال الله تعالى ﴿ وَإِنَّ كُلّٗا لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمۡ﴾ [هود:١١١] بنصب ½كلا¼ على قراءة (و) إذا خفّفت فإنما (يجوز دخولها) أي: دخول ½إنّ¼ (على فعل من أفعال المبتدأ) أي: من أفعالٍ هي دواخل على المبتدأ والخبر كباب ½كان¼ و½ظنّ¼ وأخواتهما, وحينئذ يجب الإلغاء, ولا يدخل اللام إلاّ على الجزء الأخير قال الله تعالى ﴿وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً﴾ [البقرة:١٤٣] وقال تعالى ﴿وَإِن كَادُواْ لَيَفۡتِنُونَكَ﴾ [بني إسرائيل:٧٣] وقال تعالى ﴿وَإِن وَجَدۡنَآ أَكۡثَرَهُمۡ لَفَٰسِقِينَ﴾ [الأعراف:١٠٢] وقال تعالى ﴿وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزۡلِقُونَكَ﴾ [القلم:٥١] وقال تعالى ﴿وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ﴾ [الشعراء:١٨٦] (خلافاً للكوفيين) أي: يخالف الكوفيون القول المذكور مخالفةً كائنة (في التعميم) فإنهم لا يخصّصون دخول ما يسمّيه البصريون مخفّفةً بكونه على أفعال المبتدأ بل يجوّزون دخولها على كل فعل تمسّكاً بقول عاتكة بنت زيد العدوية ابنة عمّ عمر رضي الله تعالى عنه ÷ تالله ربِّك إنْ قتلتَ لمسلماً ÷ وجبت عليك عقوبةُ المعتمّد ÷ من قصيدة ترثي بها الزبير بن العوام, والخطاب لعمرو بن جرموز قاتل الزبير, وهو شاذّ عند البصريين (وتخفّف) ½أنّ¼ (المفتوحةُ) كالمكسورة (فتعمل) المفتوحةُ بعد التخفيف وجوباً (في ضمير شان مقدّر) ويشترط أن يكون خبرها جملةً, ولا يجوز إفراده إلاّ إذا ذُكر الاسم فيجوز الأمران كقولنا ½أشهد أن لا إله إلاّ الله¼ أي: أنه إلخ (فتدخل) المفتوحةُ بعد التخفيف (على الجُمل) دخولاً (مطلقاً) أي: سواء كانت الجملة اسميةً أو فعليةً, وسواء كان الفعل من دواخل المبتدأ أو لا (وشذّ إعمالها) أي: إعمال المفتوحة المخفّفة (في غيره) أي: في غير ضمير الشأن كأنْ تقول ½أظنّ أنْكَ شاعر¼, وقد جاء إعمالها في غيره من المضمر في الضرورة كقول الشاعر ÷ فلو أنْك في يوم الرخاء سألتني ÷ فراقك لم أبخل وأنت صديق ÷ بفتح الكاف والتاء, ونقل الأنباري عن الفرّاء الكسرَ فيهما, يصف الشاعر نفسه بكمال الموافقة لحبيبه يعني أنّ فراقك أشدّ عليّ من كل شديد ووصالك أحبّ إليّ من كل حبيب ومع ذلك لو سألتني الفراق لم أبخل بذلك طلباً لرضاك (ويلزمها) أي: يلزم ½أن¼ المفتوحةَ المخفّفةَ إذا كانت مقرونة (مع الفعل) بأن يكون خبرها جملة فعلية (السينُ) نحو قوله تعالى ﴿ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرۡضَىٰ﴾ [المزمل:٢٠] (أو½سوف¼) نحو قول الشاعر ÷ وَاعْلَمْ فَعِلْمُ الْمَرْءِ يَنْفَعُه ÷ أَنْ سَوْفَ يَأْتِيْ كُلُّ مَا قُدِّرَا ÷ (أو ½قد¼) كقوله تعالى ﴿ لِّيَعۡلَمَ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257