عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

أو حرف النفي وكأن للتشبيه وتخفف فتلغى على الأفصح ولكن للاستدراك تتوسط بين كلامين متغايرين معنى وتخفف فتلغى ويجوز معها الواو

أَن قَدۡ أَبۡلَغُواْ رِسَٰلَٰتِ﴾ [الجن:٢٨] (أو حرف النفي) نحو ½علمت أنْ لم يقم أو لن تقوم أو لا يقوم أو ما قام أو ما يقوم¼, ونحو قوله تعالى ﴿أَفَلَا يَرَوۡنَ أَلَّا يَرۡجِعُ إِلَيۡهِمۡ﴾ [طه:٨٩] وقوله تعالى ﴿وَحَسِبُوٓاْ أَلَّا تَكُونَ فِتۡنَةٞ﴾ [المائدة:٧١] فيمن قرء بالرفع, وقوله تعالى ﴿أَيَحۡسَبُ أَن لَّمۡ يَرَهُۥٓ أَحَدٌ﴾ [البلد:٧], وإنما قال ½مع الفعل¼؛ لأنها إذا كانت مقرونة مع اسم بأن يكون خبرها جملة اسمية لا يلزمها شيء من الأمور المذكور, فالجملة الاسمية إمّا مجرّدة عنها كقوله تعالى ﴿وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [يونس:١٠], أو مصدّرة بـ½لا¼ كقولنا ½أشهد أن لا إله إلا الله¼, أو بأداة الشرط نحو ½علمت أنْ من يضربك أضربه¼, أو بـ½ربّ¼ نحو ½علمت أنْ ربّ خصم لى¼, أو بـ½كم¼ نحو ½علمت أنْ كم خادم لي¼, ثمّ الحكم المذكور في المتن غالبي لا كلي لقول الشاعر ÷ علموا أن يؤملون فجادوا ÷ قبل أن يسئلوا بأعظم سؤل, ومنه قراءة مجاهد ﴿لِمَنۡ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَ﴾ [البقرة:٢٣٣] برفع ½يتم¼, ومختص بما إذا كان الفعل متصرفاً ولم يكن دعاءً, فإن كان غير متصرف أو دعاءً فلا يلزم شيء, قال الله تعالى ﴿وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ [النجم:٣٩] وقال الله تعالى ﴿عَسَىٰٓ أَن يَكُونَ قَدِ ٱقۡتَرَبَ أَجَلُهُمۡۖ﴾ [الأعراف:١٨٥] (و½كأنّ¼ للتشبيه) نحو ½كأنّ زيداً أسد¼, وقد تكون للشكّ نحو ½كأنك شاعر¼, وتجيء للتحقيق والتقريب أيضاً كما في المغني (وتخفّف) ½كأنّ¼ (فتلغى) بعد التخفيف عن العمل (على) الاستعمال (الأفصح) كقول الشاعر ÷ وَصَدْرٍ مُشْرِقِ اللَوْنِ ÷ كَأَنْ ثَدْيَاه حُقّانِ ÷ حيث خفّف ½كأنْ¼ وألغيت عن العمل وإلاّ لقيل ½كأنْ ثدييه¼, والحُقان تثنية ½الحُقّة¼ بالضم, وهو ممّا حذف التاء منه عند التثنية للضرورة, والمعنى: ربّ نحر مضيء لونه وثديا صاحبته كحقتين في الاستدارة والنهود, ويظهر من كلام ابن مالك أنها إذا خفّفت لا تلغى بل تعمل في ضمير الشأن, فتقدير البيت على تقدير العمل: ½كأن الشأن ثدياه حقان¼ (و½لكنّ¼ للاستدراك) أي: لرفع التوهّم الناشي من الكلام السابق كقولك ½كسّرت الخشبة لكنها لم تنكسر¼ (تتوسّط) أي: تقع ½لكنّ¼ (بين كلامين متغايرين) في النفي والإثبات (معنى) أي: من حيث المعنى بأن يكون معنى الأول مُوهِماً لنقيض الثاني سواء كانا متغايرين لفظاً أيضاً نحو ½جاء زيد لكنّ بكراً لم يجيء¼ أو لا نحو ½زيد حاضر لكنّ بكراً غائب¼ (وتخفّف) ½لكنّ¼ (فتلغى) بعد التخفيف عن العمل على سبيل الوجوب نحو ½زيد عالم لكنْ أخوه جاهل¼ (ويجوز معها) أي: مع ½لكن¼ (الواو) سواء


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257