عنوان الكتاب: شرح الصدور

وروي أن موسى لما صارت روحه إلى الله تعالى قال له ربه يا موسى كيف وجدت الموت قال وجدت نفسي كالعصفور الحي حين يقلى على المقلاة لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير وروى عنه قال وجدت نفسي كشاة تسلخ بيد القصاب

وأخرج عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الملائكة تكتنف العبد وتحبسه لولا ذلك لكان يعدو في الصحاري والبراري من شدة سكرات الموت قال في الصحاح إكتنفوا أحاطوا به

وأخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة عن الفضيل بن عياض أنه قيل له ما بال الميت تنزع نفسه وهو ساكت وإبن آدم يضطرب من القرصة قال إن الملائكة توثقه

 وأخرج إبن أبي الدنيا عن شهر بن حوشب قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموت وشدته فقال إن أهون الموت بمنزلة حسكة كانت في صوف فهل تخرج الحسكة من الصوف إلا ومعها صوف

وأخرج المروزي في الجنائز عن ميسرة رفعه قال لو أن قطرة من ألم الموت وضعت على أهل السماء والأرض لماتوا جميعا وإن في القيامة ساعة تضعف على شدة الموت سبعين ضعفا

وأخرج إبن أبي الدنيا عن محمد بن عبد الله بن يساف قال لما أحتضر عمرو بن العاص قال له إبنه يا أبتاه إنك كنت تقول ليتني ألقى رجلا عاقلا عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجده وأنت ذلك الرجل فصف لي الموت قال يا بني والله لكأن جنبي في تخت وكأني أتنفس من سم إبره وكأن غصن شوك يجر به من قدمي إلى هامتي

وأخرج إبن سعد عن عوانة بن الحكم قال كان عمرو بن العاص يقول عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فلما نزل به قال له إبنه عبد الله يا أبت إنك كنت تقول عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فصف لنا الموت قال يا بني الموت أجل من أن يوصف ولكن سأصف لك منه شيئا أجدني كأن على عنقي


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331