عنوان الكتاب: شرح التهذيب

........................................................

لا الحق بالرجال، ولنعم ما قال وليُّ ذي الجلال عليه سلام الله الملك المتعال: ½لا تنظر إلى من قال وانظر إلى ما قال¼ هذا، ومؤلف قوانين المنطق والفلسفة هو الحكيم العظيم "أرسطو[1] دوّنها بأمر "إسكندر[2]" ولهذا لقب بالمعلم الأول، وقيل للمنطق: ½إنه ميراث ذي القرنين¼،


 



[1]قوله: [أرسطو] فهو أرسطوطاليس ابن ينقو ماخوش الجهراشي الفيثاغوري من أهل أسطاخرا وكان "ينقو ماخوش" فيثاغوري المذهب، وله تأليف مشهور في الأرثماطيقي وأرسطو المقدم المشهور والمعلِّم الأول والحكيم المطلق عندهم، وكان مولده في أول سنة من ملك أردشير بن دارا فلمّا أتت عليه سبع عشرة سنة أسلمه أبوه إلى المؤدّب أفلاطون فمكث عنده نيفا وعشرين سنة. وإنما سمّوه المعلّم الأول لأنه واضع التعاليم المنطقية ومخرجها من القوة إلى الفعل وحكمه حكمُ واضع النحو وواضع العروض؛ فإن نسبة المنطق إلى المعاني التي في الذهن كنسبة النحو إلى الكلام والعروض إلى الشعر وهو واضع لا بمعنى أنه لم تكن المعاني مقوّمة بالمنطق قبله فقوّمها بل بمعنى أنه جرد آلته عن المادة فقوّمها تقريبا إلى أذهان المتعلمين حتى يكون كالميزان عندهم يرجعون إليه عند اشتباه الصواب بالخطأ والحقّ بالباطل إلا أنه أجمل القول فيه إجمالَ المُمَهِّدين، وفصّله المتأخرون تفصيلَ الشارحين وله حق السبق وفضيلة التمهيد. ومن آداب أرسطوطاليس وكلماته الحكيمة: اعلم أنه ليس شيء أصلح من أولي الأمر إذا صلحوا، ولا أفسد لهم ولأنفسهم منهم إذا فسدوا، فالوالي من الرعية بمنزلة الروح من الجسد الذي لا حياة له إلا بها. واعلم أن الزهد باليقين، واليقين بالصبر، والصبر بالفكر؛ فإذا فكرت في الدنيا لم تجدها أهلاً لأن تكرمها بهوان الآخرة. وقال: العالمُ يعرف الجاهل لأنه كان جاهلاً، والجاهل لا يعرف العالم لأنه لم يكن عالماً. وقال: ليس طلبي للعلم طمعاً في بلوغ قاصيته، ولا الاستيلاء على غايته، ولكن التماساً لما لا يسع جهله ولا يحسن بالعاقل خلافه. (الملل والنحل، عيون الأنباء في طبقات الأطباء)

[2]قوله: [إسكندر] وهو ذو القرنين الملك وليس هو المذكور في القرآن بل هو ابن فيلبوس الملك وكان

          مولده في السنة الثالثة عشرة من ملك دارا الأكبر، سلّمه أبوه إلى أرسطوطاليس الحكيم المقيم بمدينة إينياس فأقام عنده خمس سنين يتعلّم منه الحكمة والأدب حتى بلغ أحسن المبالغ ونال من الفلسفة ما لم ينله سائر تلاميذه فاسترده والده حين استشعر من نفسه علة خاف منها فلما وصل إليه جدد العهد له وأقبل عليه واستولت عليه العلة فتوفي واستقل الإسكندر بأعباء الملك. وقيل له : إنك تعظم مؤدبك أكثر من تعظيمك والدك ؟ قال: لأن أبي كان سبب حياتي الفانية ومؤدبي هو سبب حياتي الباقية. وقال: مِن الواجب على أهل الحكمة أن يسرعوا إلى قبول اعتذار المذنبين وأن يبطئوا عن العقوبة. (الملل والنحل)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

304