عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

كتاب الصلاة

يشترط لفرضيتها ثلاثة أشياء الإسلام والبلوغ والعقل وتؤمر بها الأولاد لسبع سنين وتضرب عليها لعشر بيد لا بخشبة. وأسبابها أوقاتها وتجب بأوّل الوقت

(كتاب الصلاة([1])) لا بدَّ من بيان معناها لغة وشريعة ووقت افتراضها وعدد أوقاتها وبيانها وركعاتها وحكمة افتراضها وسببها وحكمها وركنها وصفتها. فهي في اللغة عبارة عن الدعاء, وفي الشريعة عبارة عن الأركان والأفعال المخصوصة, وفرضت ليلة المعراج وعدد أوقاتها خمس للحديث والإجماع والوتر واجب ليس منها([2])، وفرضت في الأصل ركعتين ركعتين إلاّ المغرب فأقرَّت في السفر وزيدت في الحضر إلاّ في الفجر, وحكمة افتراضها شكر المنعم, وسببها الأصلي خطاب الله تعالى الأزلي([3]) والأوقات أسباب ظاهراً تيسيراً, وشروطها ستعلمها, وحكمها سقوط الواجب ونيل الثواب, وأركانها ستعلمها, وصفتها إمّا فرض أو واجب أو سنّة ستعلمها مفصلة إن شاء الله تعالى. (يشترط لفرضيتها) أي: لتكليف الشخص بها (ثلاثة أشياء: الإسلام)؛ لأنّه شرط للخطاب بفروع الشريعة (والبلوغ) إذ لا خطاب على صغير (والعقل) لانعدام التكليف بدونه (و) لكن (تؤمر بها الأولاد([4])) إذا وصلوا في السنِّ (لسبع سنين وتضرب عليها لعشر بيد لا بخشبة) أي: عصاً كجريدة رفقاً به وزجراً بحسب طاقته ولا يزيد على ثلاث ضربات بيده قال صلّى الله عليه وسلّم: ½مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفَـرِّقوا بـينهم في المضاجع¼, (وأسبابـهـا أوقـاتـها وتجب) أي: يفترض فعلها (بأوّل الوقت


 



[1]       قوله: [الصلاة] قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن: الصلوات الخمس نعمة عظمى أعطاناها ربّنا خاصّاً وما أعطى أمّة قبلنا وفرضت على بني إسرائيل صلاتان، ركعتان بالغداة, وركعتان بالعشي فما قاموا بها. وفي موضع آخر: وكان المسلمون يصلّون العصر والضحى قبل أن تفرض الصلوات الخمس. ("الفتاوى الرضوية" المخرجة، ٥/٨٢،٤٣,٤٤، مترجماً وملخّصاً). ١٢

[2]       قوله: [ليس منها] أي: إنّ الوتر ليس من الفرض القطعي الذي يكفر جاحده وإنّما هو واجب لقوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: الوتر واجب على كلّ مسلم، والمشهور أنّه فرض عمليّ وواجب اعتقاداً وسنّة ثبوتاً وذلك توفيقاً بين الأقوال الثلاثة. "البحر الرائق"، باب الوتر، ٢/٦٦، ملخصاً.

[3]       قوله: [خطاب الله تعالى الأزلي] اعلم أنّ عندهم وجوباً وجوب أداء، ووجود أداء، ولكلّ منها سبب حقيقيّ وسبب مجازيّ، فالواجب الحقيقي إيجاب الله تعالى في الأزل، وسببه الظاهري الأوقات تيسيراً للعباد، ووجوب الأداء سببه الحقيقي خطاب الله تعالى أي: طلبه منّا ذلك، وسببه الظاهري اللفظ الدال على ذلك كلفظ ﴿ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ ﴾[البقرة: ٤٣]، وسبب وجوب الأداء الحقيقيّ خلق الله تعالى له, وسببه الظاهري استطاعة العبد وهو مع الفعل. ط.

[4]       قوله: [تؤمر بها الأولاد] ليتخلقوا بفعلها ويعتادوها لا لافتراضها، وهذا الأمر واجب على الولي.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396