عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

فصل: سجدة الشكر

سجدة الشكر مكروهة عند الإمام أبي حنيفة رحمه الله لا يثاب عليها, وقالا هي قربة يثاب عليها وهيئتها مثل سجدة التلاوة. فائدة مهمة لدفع كل مهمة: قال الإمام النسفي في الكافي من قرأ آي السجدة كلها

فصل: (سجدة الشكر مكروهة عند أبي حنيفة رحمه الله) قاله القدوري وقال الكمال وعند أبي حنيفة وأبي يوسف ما دون الركعة ليس بقربة شرعا إلا في محل النص وهو سجود التلاوة فلا يكون السجود في غيره قربة انتهى. وعن محمد عن أبي حنيفة أنه كرهه وروي عن أبي حنيفة أنه قال لا أراه شيئاً ثم قيل إنه لم يرد به نفي شرعيتها قربة بل أراد نفي وجوبها شكرا لعدم إحصاء نعم الله تعالى فتكون مباحة أو لايراها شكراً تاماً وتمام الشكر في صلاة ركعتين كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة كذا في السير الكبير وقال الأكثرون إنها ليست بقربة([1]) عنده بل هي مكروهة لا يثاب عليها([2]) وما روي أنه عليه السلام كان يسجد إذا رأى مبتلى فهو منسوخ([3]). (وقالا) أي: محمد وأبو يوسف في إحدى الروايتين عنه (هي) أي: سجدة الشكر (قربة يثاب عليها) لما روى الستة إلا النسائي عن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسرّه أو بشّر به خر ساجدا (وهيئتها) أن يكبر مستقبل القبلة ويسجد فيحمد الله ويشكر ويسبح ثم يرفع رأسه مكبرا (مثل سجدة التلاوة) بشرائطها. [فائدة مهمة لدفع كل] نازلة (مهمة) ينبغي الاهتمام بتعلمها وتعليمها (قال) الشيخ (الإمام) حافظ الحق والملة والدين عبد الله بن أحمد بن محمود (الـنسفي في) كتابه (الكافي) شرح الوافي (مـن قرأ آي السجدة كلها)


 



[1]       قوله: [وقال الأكثرون إنها ليست بقربة] قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن: وقالت الشافعية حرام كما نص عليه في الجوهر المنظم. ١٢ ("جد الممتار"، ٢/٤٨٨)

[2]       قوله: [بل هي مكروهة لا يثاب عليها] قال العلامة ابن عابدين في رد المحتار: الظاهر أنها تحريمية لأنه يدخل في الدين ما ليس منه قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن: أقول: الإدخال من الذين يعتقدون الباطل وليس من لوازم الفعل ولا هو منوي الفاعل وإنما لكل امرئ ما نوى, فالظاهر أن الكراهة عليه تنزيهية لا غير. ١٢ ("جد الممتار"، ٢/٤٨٨)

[3]       قوله: [فهو منسوخ] مردود بفعل آكابر الصحابة بعده صلى الله تعالى عليه وسلم، كسجود أبي بكر لفتح اليمامة وقتل مسيلمة، وسجود عمر عند فتح اليرموك، وهو واد بناحية الشام، وسجود علي عند رؤية ذي العذبة قتيلا بالنهر. وروي: أنه صلى الله تعالى عليه وسلم دعا الله ساعة ثم خرّ ساجدا فعله ثلاث مرات، وقال: إني سألت ربي وشفعت لأمتي فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجدا شكرا لربي، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجدا شكرا ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني الثلث الأخير فخررت ساجدا لربي، أخرجه أبو داود في الجهاد، باب في سجود الشكر، ٣/١١٧. ط. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396