عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

وصلاة الحاجة وندب إحياء ليالي العشر الأخير من رمضان

أفصحت السنّة عن بيانها قال جابر رضي الله عنه كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلّها كما يعلّمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثمّ ليقل ½أللّهم إنّي أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنّك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب أللّهم إن كنت تعلم أنّ هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسّره لي ثمّ بارك لي فيه وإن كنت تعلم أنّ هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عنّي واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثمّ رضني به¼, قال ويسمّي حاجته رواه الجماعة إلاّ مسلم, وينبغي أن يجمع بين الروايتين فيقول وعاقبة أمري وعاجله وآجله والاستخارة في الحج والجهاد وجميع أبواب الخير تحمل على تعيين الوقت لا نفس الفعل, وإذا استخار مضى لما ينشرح له صدره وينبغي أن يكرّرها سبع مرّات لما روي عن أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ½يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ربّك فيه سبع مرات ثمّ انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه¼, (و) ندب (صلاة الحاجة) وهي ركعتان. عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ½من كانت له حاجة إلى الله تعالى أو إلى أحد من بني آدم فليتوضّأ وليحسن الوضوء ثمّ ليصلّ ركعتين ثمّ ليثني على الله وليصلّي على النّبي صلّى الله عليه وسلّم ثمّ ليقل لا إله إلاّ الله الحليم الكريم سبحان الله ربّ العرش العظيم الحمد لله ربّ العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل برّ والسلامة من كلّ إثم لا تدع لي ذنباً إلاّ غفرته ولا هما إلاّ فرجته ولا حاجة لك فيها رضى إلاّ قضيتها يا أرحم الراحمين¼, ومن دعائه أللّهم إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبي الرحمة صلّى الله عليه وسلّم يا محمّد إنّي توجّهت بك إلى ربّك في حاجتي هذه لتقضى لي أللَّهم فشفعه في (وندب إحياء ليالي العشر الأخير من رمضان) لما روي عن عائشة رضي الله عنها أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا دخل العشر الأخير من رمضان أحيا الليل وأيقظ أهله وشدّ المئزر, والقصد منه إحياء ليلة القدر فإنّ العمل فيها خير من العمل في ألف شهر([1]) خالـيـة مـنها وروى أحمد: ½من قام ليلة الـقـدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر¼,


 



[1]       قوله: [ألف شهر] يروي: أنّه صلّى الله تعالى عليه وسلّم ذكر أربعة من بني إسرائيل فقال: عبدوا الله ثمانين سَنَةً لم يعصوه طرفة عين فذكر أيوب وزكريا وحزقيل ويوشع بن نون عليهم السلام، فعجبت الصحابة من ذلك فنزل جبريل وقال: يا محمّد عجبت أمتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين سنة لم يعصوا الله طرفة عين، فقد أنزل الله عليك خيراً من ذلك ثم قرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر، فسرّ بذلك رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم. ("تفسير القرطبي"، ١٠/٩٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396