عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

والإقامة سنة مؤكدة للفرائض ولو منفردا أداء أو قضاء سفراً أو حضراً للرجال وكرها للنساء. ويكبر في أوله أربعا ويثني تكبير آخره كباقي ألفاظه ولا ترجيع في الشهادتين والإقامة مثله ويزيد بعد فلاح الفجر الصلاة خير من النوم مرتين وبعد فلاح الإقامة قد قامت الصلاة مرتين ويتمهل

على الأصحّ لعدم تعليمه الأعرابي (و) كذا (الإقامة سنّة مؤكّدة) في قوّة الواجب لقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: ½إذا حضرت الصلاة فليؤذّن لكم أحدكم وليؤمَّكم أكبركم¼, وللمدوامة عليهما (للفرائض) ومنها الجمعة فلا يؤذّن لعيد واستسقاء وجنازة ووتر فلا يقع أذان العشاء للوتر على الصحيح (ولو) صلّى الفرائض (منفرداً([1])) بفلاة فإنّه يصلّي خلفه جند من جنود الله (أداء) كان (أو قضاء([2]) سفرا([3]) أو حضراً) كما فعله النّبي صلّى الله عليه وسلّم (للرجال وكرها) أي: الأذان والإقامة (للنساء) لما روي عن ابن عمر من كراهتهما لهنّ (و) أشار إلى ضبط ألفاظه بقوله (يكبّر في أوّله أربعاً) في ظاهر الرواية, وروى الحسن مرتين ويجزم الراء في التكبير ويسكن كلمات الأذان والإقامة في الأذان حقيقة وينوي الوقف في الإقامة لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ½الأذان جزمٌ والإقامة جزمٌ والتكبير جزمٌ¼([4]), أي: لافتتاح الصلاة (ويثنّي تكبير آخره) عوداً للتعظيم (كباقي ألفاظه) وحكمة التكرير تعظيم شأن الصلاة في نفس السامعين (ولا ترجيع في) كلمتي (الشهادتين)؛ لأنّ بلالاً رضي الله عنه لم يرجِّع وهو أن يخفض صوته بالشهادتين ثمّ يرجّع فيرفعه بهما (والإقامة مثله) لفعل الملك النازل (ويزيد) المؤذّن (بعد فلاح الفجر) قوله (الصلاة خير من النوم) يكررّها (مرّتين)؛ لأنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم أمر به بلالاً رضي الله عنه وخُصَّ به الفجر؛ لأنّه وقت نوم وغفلة (و) يزيد (بعد فلاح الإقامـة قد قامت الصلاة) ويكررّها (مرّتـين) كما فعله الملك (ويتمهّل)


 



[1]       قوله: [ولو صلّى الفرائض منفرداً] والصواب ما قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن وقد مرّ آنفاً. ١٢

[2]       قوله: [أو قضاء] قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن في الأذان والإقامة للصلاة قضاء: أقول كيف هذا وهو مأمور بإخفاء القضاء لأنّها معصية والمعصية لا يجوز إظهارها ولذا لا تقضى في المسجد ولا يرفع اليدين عند قنوت وتر القضاء. ("جدّ الممتار"، ٢/٨٤).

[3]       قوله: [سفرا] قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن نقلا عن الهندية عن المبسوط: إن المسافر إن أذن فحسن وإن لم يؤذن فحسن. ١٢ ("جد الممتار"، ٢/٨٩)

[4]       قوله: [والتكبير جزم] ذكره العجلوني في كشف الخفاء، والقاري في المصنوع، قال الشيخ عبد الفتاح رحمه الله هذا، ولا تغتر بذكر بعض الفقهاء من أجلة الحنفية والشافعية لهذه الجملة: الأذان جزم والإقامة جزم والتكبير جزم حديثاً نبويّاً في كتب الفقه، فقد علمت أنّها من كلام إبراهيم الحنفي، وليس بحديث نبوي. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396