عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الجلوس الأخير والدعاء بما يشبه ألفاظ القرآن والسنة لا كلام الناس والالتفات يمينا ثم يسارا بالتسليمتين.

الصحيح وروي عن الإمام وجوبها وروي عنه التخيير بين قراءة الفاتحة والتسبيح والسكوت (و) تسنّ (الصلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلّم في الجلوس الأخير) فيقول مثل ما قال محمّد([1]) رحمه الله تعالى لمّا سُئِل عن كيفيتها فقال يقول اللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنّك حميد مجيد وزيادة في العالمين ثابتة في رواية مسلم وغيره فالمنع منها ضعيف, والصلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلّم فرض في العمر مرة ابتداء وتفترض كلّما ذكر اسمه لوجود سببه (و) يسنّ (الدعاء) بعد الصلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلّم لقوله عليه السلام: ½إذا صلّى أحدكم فليبدأ بتحميد الله عزّ وجلّ, والثناء عليه ثمّ ليصلّ على النّبي ثمّ ليدع بعد ما شاء¼ لكن لمّا ورد عنه صلّى الله عليه وسلّم إنّ صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس قَدَّم هذا المانع على إباحة الدعاء بما أعجبه في الصلاة فلا يدعو فيها إلاّ (بما يشبه ألفاظ القرآن) ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا ﴾[آل عمران: ٨] (و) بما يشبه ألفاظ (السنّة) ومنها ما روي عن أبي بكر رضي الله عنه أنّه قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ½عَلِّمْنِي يا رسول الله دعاء أدعو به في صلاتي فقال: قل أللّهم إنّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وإنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنّك أنت الغفور الرحيم¼, و ½كان ابن مسعود رضي الله عنه يدعو بكلمات منها أللّهم إنّي أسألك من الخير كلّه ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشرّ كلّه ما علمت منه وما لم أعلم¼, و (لا) يجوز أن يدعو في صلاته بما يشبه (كلام الناس)؛ لأنّه يبطلها إن وجد قبل القعود وقدر التشهّد ويفوت الواجب لوجوده بعده قبل السلام بخروجه به دون السلام وهو مثل قوله أللّهم زوِّجْني فلانة أعطني كذا من الذهب والفضة والمناصب؛ لأنّه لا يستحيل حصوله من العباد وما يستحيل مثل العفو والعافية (و) يسنّ (الالتفات يميناً ثمّ يساراً بالتسليمتين)؛ لأنّه صلّى الله عليه وسلّم كان يسلّم عن يمينه فيقول السلام عليكم ورحمة الله حتّى يرى بياض خدّه الأيمن وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله حتّى يرى بياض خدّه الأيسر . فإن نقص فقال السلام عليكم أو سلام عليكم أساء بتركه السنّة وصحّ فرضه ولا يزيد وبركاته؛ لأنّه بدعة([2]) وليس فيه شيء ثابت وإن بدأ بيساره ناسياً


 



[1]       قوله: [ما قال محمد] تنبيه هام: إن المسؤول هو محمد بن الحسن الشيباني وليس سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم لما ورد أيضا في الإمداد ويؤكد هذا الكلام وما ورد في فتح باب العناية، ١/٢٦٧، فقال: وسئل محمد بن الحسن عن كيفية الصلاة فقال: أللهم صلى على محمد... إلخ، فتنبه. ١٢

[2])      قوله: [لأنّه بدعة] وفي الحلبي عن مختلف الفتاوى أنّه يزيد وبركاته في التسليمتين لما ورد في سنن أبي داود عن علقمة بن

وائل عن أبيه قال: صلّيت مع النّبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم فكان يسلّم عن يمينه ½السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته¼, أخرجه أبو داود في الصلاة، باب في السلام، إذا وبركاته ليس بدعة. (انظر "رد المحتار"، ٣/٤١١). ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396