عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

"أمّا بعد، فله الحمد -جلّ وعلا- قد أوجد العلماء في الأعصار والأمصار، وجدّد بهم الدين، وأودع في قلوبهم من الأسرار والأنوار، ما أوزعت به نفوسهم تمام التبيين، وضمائرهم كمال التحقيق واليقين، وإنّ منهم العلاّمة الفهّامة الهمام والعمدة الدرّاكة، ألا! إنّه ملك العلماء الأعلام الذي حقّق لنا قول القائل الماهر: "كم ترك الأوّل للآخر".

- وكتب الشيخ عبد الله بن محمّد صدقة زيني دحلان الجيلاني المكّّي:

"صاحب التصانيف الدالّة على وفرة اطّلاعه وغزارة مادّته وطول باعه، الإمام الذي ما ترك باباً مغلقاً إلاّ فتح صياصيه، ولا أمراً مشكلاً إلاّ أوضح مبانيه، جناب الأستاذ الفاضل والهمّام الكامل".

- وقال الشيخ ضياء الدين أحمد المهاجر المدني:

"إمام أهل السنّة، مجدّد الدين والملّة، وحيد العصر، فريد الدهر، الإمام الهمّام العلاّمة الشاه عبد المصطفى أحمد رضا -قُدّس سرّه-، كان مجدّد هذا القرن بالحقّ عماد الإسلام في الواقع ومحافظ السنّة, كان سيّدنا "أعلى حضرة" عظيم البركة بطلاً جليلاً بأوصافه الدينيّة وخدماته العلميّة ومآثره التجديديّة العظيمة".

- الشيخ محمّد مختار بن عطّار الجاوي:

"سلطان العلماء المحقّقين في هذا الزمان، وأنّ كلامه حقّ صراح، فكأنّه من معجزات نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم-، أظهره الله تعالى على يد هذا الإمام، وهو سيّدنا ومولانا، خاتمة المحقّقين وعمدة العلماء السنّيّين، سيّدي أحمد رضا خان, متّعنا الله ببقائه وحماه من جميع من أراد به سوءاً، وحشره الله وإيّانا في زمرة النبيّين والصدّيقين".

وفاة الإمام

ارتحل هذا الإمام إلى رحمة الله في ٢٥ في صفر المظفّر١٣٤٠ﻫ/ ١٩٢١م وقت صلاة الجمعة أوان قول المؤذّن: "حيّ على الفلاح" ببلدة "بريلي". لقد صدق من قال: "موت العالِم موت العالَم" ولكن هذا المرتحل لم يكن عالماً فقط، بل كان عبقريّ الإسلام وإمام أهل السنّة والجماعة، فترك فراغاً لا يملأ، ويستمرّ الفراغ إلى الآن. وكان الإمام المرتحل قد استخرج سنة وفاته قبل ارتحاله بخمسة أشهر في رمضان سنة ١٣٣٩ﻫ من هذه الآية:

﴿وَيُطَافُ عَلَيۡهِم بِ‍َٔانِيَةٖ مِّن فِضَّةٖ وَأَكۡوَابٖ﴾[الإنسان: ١٥]

فجزاهم الله تعالى عنّا وعن جميع المسلمين.آمين بجاه النبيّ الأمين وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأكرم التسليم([1]).


 



[1]     قد نقلنا ترجمة الإمام مختصرا من "جدّ الممتار"، المجلد الأول.المطبوع من مكتبة المدينة كراتشي باكستان.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396