عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

مستفتحا وهو أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ويستفتح كل مصل ثم تعوذ سرّا للقراءة فيأتي به المسبوق لا المقتدي ويؤخر عن تكبيرات العيدين ثم يسمي سرا ويسمي في كل ركعة قبل الفاتحة فقط ثم قرأ الفاتحة وأمن الإمام والمأموم سرا ثم قرأ سورة أو ثلاث آيات ثم كبر راكعا مطمئنا مسويا رأسه بعجزه آخذا ركبتيه بيديه مفرجا أصابعه وسبح فيه ثلاثا وذلك أدناه

ويرسل بين تكبيرات العيدين إذ ليس فيه ذكر مسنون (مستفتحاً وهو أن يقول: سبحانك أللّهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) وإن قال وجلّ ثناؤك لم يمنع وإن سكت لا يؤمر ولا يأتي بدعاء التوَجُّه لا قبل الشروع ولا بعده ويضمّه في التهجّد للاستفتاح, ومعنى سبحانك أللّهم وبحمدك نَزَّهْتك عن صفات النقص بالتسبيح وأثبت صفات الكمال لذاتك بالتحميد وتبارك أي: دام وثبت وتنزه اسمك وتعالى جدك أي: ارتفع سلطانك وعظمتك وغناك بمكانتك ولا إله غيرك في الوجود معبود بحقّ بدأ بالتنزيه الذي يرجع إلى التوحيد ثمّ ختم بالتوحيد ترَقِّياً في الثناء على الله تعالى من ذكر النعوت السلبية والصفات الثبوتية إلى غاية الكمال في الجلال والجمال وسائر الأفعال وهو الانفراد بالألوهية وما يختصّ به من الأحديّة والصمديّة (ويستفتح كلّ مصلّ) سواء المقتدي وغيره ما لم يبدأ الإمام بالقراءة (ثمّ تعوّذ) بالله من الشيطان الرجيم؛ لأنّه مطرود عن حضرة الله تعالى ويريد أن يجعلك شريكاً له في العقاب وأنت لا تراه فتعتصم بمن يراه ليحفظك منه بالتَّعَوُّذِ (سرّاً للقراءة) مقدّماً عليها (فيأتي به المسبوق) في ابتداء ما يقضيه بعد الثناء فإنّه يثني حال اقتدائه ولو في سكتات الإمام على ما قيل ولا يأتي به في الركوع ويأتي فيه بتكبيرات العيدين لوجوبها (لا المقتدي)؛ لأنّه للقراءة ولا يقرأ المقتدي, وقال أبو يوسف هو تبع للثناء فيأتي به (ويؤخّر) التعوّذ (عن تكبيرات) الزوائد في (العيدين)؛ لأنّه للقراءة وهي بعد التكبيرات في الركعة الأولى (ثمّ يسمّى سرّاً) كما تقدّم (ويسمّى) كلّ من يقرأ في صلاته (في كلّ ركعة) سواء صلّى فرضاً أو نفلاً (قبل الفاتحة) بأن يقول ½بسم الله الرحمن الرحيم¼, وأمّا في الوضوء والذبيحة فلا يتقيَّد بخصوص البسملة بل كلّ ذكر له يكفي (فقط) فلا تسنّ التسمية بين الفاتحة و السورة ولا كراهة فيها إن فعلها اتفاقاً للسورة سواء جهر أو خافت بالسورة وغلط من قال لا يسمّي إلاّ في الركعة الأولى (ثمّ قرأ الفاتحة وأمّن الأمام والمأموم سرّاً) وحقيقته إسماع النفس كما تقدّم (ثمّ قرأ سورة) من المفصل على ما تقدَّم (أو) قرأ (ثلاث آيات) قصار أو آية طويلة وجوباً (ثمّ كبّر) كلّ مصلّ (راكعاً) فيبتدئ بالتكبير مع ابتداء الانحناء ويختمه بختمه ليشرع في التسبيح فلا تخلو حالة من حالات الصلاة عن ذكر (مطمئنًّا مُسَوِّياً رأسه بعجُزه آخذاً ركبتيه بيديه) ويكون الرجل (مفرّجاً أصابعه) ناصباً ساقيه وإحناؤهما شبه القوس مكروه, والمرأة لا تفرج أصابعها (وسبّح فيه) أي: الركوع كلّ مصلّ




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396