عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

وأكل شيء من خارج فمه ولو قل وأكل ما بين أسنانه وهو قدر الحمصة وشربه والتنحنح بلا عذر والتأفيف والأنين والتَأَوُّهُ وارتفاع بكائه من وجع أو مصيبة لا من ذكر جنة أو نار وتشميت عاطس بيرحمك الله وجواب مستفهم عن ند بلا إله إلا الله وخبر سوء بالاسترجاع وسار بالحمد لله وعجب بلا إله إلا الله أو بسبحان الله وكل شيء قصد به الجواب كيا يحيى خذ الكتاب ورؤية متيمم

(أكل شيء من خارج فمه ولو قلّ) كسمسمة لإمكان الاحتراز عنه (و) يفسدها (أكل ما بين أسنانه) إن كان كثيراً (وهو) أي: الكثير (قدر الحمصة) ولو بعمل قليل لإمكان الاحتراز عنه بخلاف القليل بعمل قليل؛ لأنّه تبع لريقه وإن كان بعمل كثير أفسد بالعمل (و) يفسدها (شربه)؛ لأنّه ينافي الصلاة ولو رفع رأسه إلى السماء فوقع في حلقه برد أو مطر ووصل إلى جوفه بطلت صلاته (و) يفسدها (التنحنح بلا عذر) لما فيه من الحروف وإن كان لعذر كمنعه البلغم من القراءة لا يفسد (والتأفيف) كنفخ التراب والتضجر (والأنين) وهو ½آه¼ بسكون الهاء مقصور بوزن دع (والتأوه) وهو أن يقول ½أوه¼, وفيها لغات كثيرة تمدّ لا تمدّ مع تشديد الواو المفتوحة وسكون الهاء وكسرها (وارتفاع بكائه) وهو أن يحصل به حروف مسموعة وقوله (من وجع) بجسده (أو مصيبة) بفقد حبيب أو مال قيد للأنين وما بعده؛ لأنّه كلام معنى (لا) تفسد بحصولها (من ذكر جنّة أو نار) اتفاقاً لدلالتها على الخشوع (و) يفسدها (تشميت) بالشين المعجمة أفصح من المهملة الدعاء بالخير خطاب (عاطس بيرحمك الله) عندهما خلافاً لأبي يوسف (وجواب مستفهم عن نِدّ) لله سبحانه أي: قال هل مع الله إله آخر فأجابه المصلّي (بلا إله إلاّ الله) يفسد عندهما خلافاً لأبي يوسف وهو يقول أنّه([1]) ثناء لا يتغيّر بعزيمته وهما يقولان أنّه صار جواباً فيكون متكلّماً بالمنافي (وخبر سوء بالاسترجاع) إنّا لله وإنّا إليه راجعون (وسار بالحمد لله و) جواب خبر (عجب بلا إله إلاّ الله أو بسبحان الله و) يفسدها (كلّ شيء) من القرآن (قصد به الجواب([2]) كـ½يا يحيى خذ الكتاب¼) لمن طلب كتاباً ونحوه, وقوله آتنا غداءنا لمستفهم عن الإتيان بشيء وتلك حدود الله فلا تقربوها نهياً لمن استأذن في الأخذ وهكذا وإذا لم يرد به الجـواب بل أراد إعـلام أنّه في الصلاة لا تفسد بالاتفاق (و) يفسدها (رؤيـة متيمّم([3]))


 



[1]       قوله: [يقول أنه] بفتح ½أنّ¼ قال في زيني زاده نقلاً عن الرضي: إذا كان القول بمعنى ½اعتقد¼ أو ½ظن¼ تفتح ½أنّ¼، صـ٣٥٤.

[2]       قوله: [وكل شيء قصد به الجواب... إلخ] والضابطة فيه كله على ما بينه الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن: أن أفادة معنى ليس من أعمال الصلاة مفسد للصلاة وإن كان آية أو ذكرا كما لو أجاب عن سار (بالحمد لله رب العالمين) أو خبر سوء (بـ½إنا لله وإنا إليه راجعون¼) أو عن سؤال سائل عن أوصاف فلان (بـ½سبحان الله¼) ولكن إن ناداه مناد فقال لإعلامه بأنه في الصلاة (لا إله إلا الله أو سبحان الله أو مثل ذلك ذكرا أو قرآنا) لا تفسد الصلاة لأن ذلك القدر مستثنى بالإذن الشرعي. ١٢ ("الفتاوى الرضوية" المخرجة، ١/٨١٦-٨١٧، ملخصا ومترجما)

[3]       قوله: [ورؤية متيمم ماء] قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن نقلا عن الخانية: المصلى بالتيمم إذا وجد الماء بعد

الفراغ من الصلاة لا تلزمه الإعادة ولو وجد في خلال الصلاة فسدت وكذا لو وجد بعد التشهد قبل السلام وإن وجد بعد ما سلم تسليمة واحدة لم تفسد. ١٢ ("الفتاوى الرضوية" المخرجة، ٤/٣٢)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396