عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

الشهر على الصحيح وإن مل به القوم قرأ بقدر ما لا يؤدي إلى تنفيرهم في المختار ولا يترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل تشهد منها ولو مل القوم على المختار ولا يترك الثناء وتسبيح الركوع والسجود ولا يأتي بالدعاء إن مل القوم ولا تقضى التراويح بفواتها منفردا ولا بجماعة.

الشهر على الصحيح) وهو قول الأكثر رواه الحسن عن أبي حنيفة رحمه الله يقرأ في كل ركعة عشر آيات أو نحوها وعن أبي حنيفة رحمه الله أنّه كان يختم في رمضان إحدى وستين ختمة في كلّ يوم ختمة وفي كلّ ليلة ختمة وفي كل التروايح ختمة وصلّى بالقرآن في ركعتين وصلّى الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة (وإن مل به) أي: بختم القرآن في الشهر (القوم قرأ بقدر ما لا يؤدّي إلى تنفيرهم في المختار)؛ لأنّ الأفضل في زماننا ما لا يؤدّي إلى تنفير الجماعة كذا في "الاختيار" وفي المحيط الأفضل في زماننا أن يقرأ بما لا يؤدّي إلى تنفير القوم عن الجماعة؛ لأنّ تكثير القوم أفضل من تطويل القراءة وبه يفتى . وقال الزاهد يقرأ كما في المغرب أي: بقصار المفصّل بعد الفاتحة, ويكره الاقتصار على ما دون ثلاث آيات أو آية طويلة بعد الفاتحة لترك الواجب (ولا يترك الصلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلّم في كلّ تشهّد منها)؛ لأنّها سنّة مؤكّدة عندنا وفرض على قول بعض المجتهدين([1])، فلا تصحّ بدونها ويحذر من الهذرمة([2])، وترك الترتيل وترك تعديل الأركان وغيرها كما يفعله من لا خشية له (ولو مل القوم) بذلك (على المختار)؛ لأنّه عين الكسل منهم فلا يلتفت إليهم فيه (و) كذا (لا يترك الثناء) في افتتاح كلّ شفع (و) كذا (تسبيح الركوع والسجود) لا يترك لافتراضه عند البعض([3])، وتأكيد سنيّته عندنا (ولا يأتي) الإمام (بالدعاء) عند السلام (إن مل القوم) به ولا يتركه بالمرة فيدعو بما قصر تحصيلاً للسنّة (ولا تقضى التراويح) أصلاً (بفواتها) عن وقتها (منفرداً ولا بجماعة) على الأصحّ؛ لأنّ القضاء من خصائص الواجبات وإن قضاها كانت نفلاً مستحبّاً لا تراويح وهي سنّة الوقت لا سنّة الصوم في الأصحّ فمن صار أهلاً للصلاة في آخر اليوم يسنّ له التراويح كالحائض إذا طهرت والمسافر والمريض المفطر.


 



[1]       قوله: [بعض المجتهدين] منهم مولانا الإمام الشافعي رضي الله عنه. ١٢

[2]       قوله: [الهذرمة] الهذرمة: سرعة الكلام والقراءة يقال: أسرع في قراءته لا يتدبّر معانيه.

[3]       قوله: [عند البعض] وهو أبو مطيع البلخي تلميذ الإمام الأعظم رضي الله عنه وقيل: بوجوبه. ط.١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396