عنوان الكتاب: نور الإيضاح مع مراقي الفلاح

ويجلس معتمدا على يساره ولا يتكلم إلا لضرورة ويكره تحريماً استقبال القبلة واستدبارها ولو في البنيان, واستقبال عين الشمس والقمر ومهب الريح  ويكره أن يبول أو يتغوط في الماء والظلّ والجُحر والطريق وتحت شجرة مثمرة, والبول قائماً إلا من عذر

ويقدّم تسمية الله تعالى على الاستعاذة لقوله عليه الصلاة والسلام: ½ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدكم الخلاء أن يقول بسم الله¼, ولقوله عليه السلام: ½إنّ الحُشُوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث¼ والشيطان معروف وهو من شطن يشطن إذا بَعُدَ ويقال فيه شاطن وشيطَنَ ويسمّى بذلك كلّ متمرد من الجن والإنس والدواب لبعد غوره في الشرّ, وقيل من شاط يشيط إذا هلك فالمتمرد هالك بتمرّده, ويجوز أن يكون مسمّى بفعلان لمبالغته في إهلاك غيره والرجيم مطرود باللعن, والحشوش جمع الحُشِّ بالفتح والضمّ بستان النخيل في الأصل([1])، ثمّ استعمل في موضع قضاء الحاجة واحتضارها رصد بني آدم بالأذى والفضاء يصير مأواهم بخروج الخارج (ويجلس معتمداً على يساره) لأنّه أسهل لخروج الخارج ويوسع في ما بين رجليه (ولا يتكلّم إلا لضرورة) لأنّه يمقت به (ويكره تحريماً استقبال القبلة) بالفرج حال قضاء الحاجة, واختلفوا في استقبالها للتطهير واختار التَّمُرْتاشي عدم الكراهة (و) يكره (استدبارها) لقوله عليه السلام: ½إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولكن شرّقوا أو غرّبوا¼ وهو بإطلاقه منهيٌ عنه (ولو في البنيان) وإذا جلس مستقبلاً ناسياً فتذكَّر وانحرف إجلالاً لها لم يقم من مجلسه حتّى يغفر له كما أخرجه الطبراني مرفوعاً ويكره إمساك الصبيّ نحو القبلة للبول (و) يكره (استقبال عين الشمس والقمر) لأنّهما آيتان عظيمتان (ومهبّ الريح) لعوده به([2]) فينجّسه (ويكره أن يبول أو يتغوّط في الماء) ولو جارياً وبقرب بئر ونهر وحوض (والظلّ) الذي يُجْلَسُ فيه (والجحر([3])) لأذية ما فيه (والطريق) والمقبرة لقوله عليه السلام: ½اتقوا اللاعنين قالوا وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال الذي يتخلَّى في طريق الناس أو ظِلِّهم¼ (وتحت شجرة مثمرة) لإتلاف الثمر (و) يكره (البول قائماً) لتنجّسه غالباً (إلا من عذر) كوجع بصلبه, ويكره في محل التوضؤ لأنّه يورث الوسوسة, ويستحبّ دخول الخلاء بثوب غير الذي يصلّي فيه وإلا يحترز ويتحفّظ من النجاسة, ويكره الدخول للخلاء ومعه شيء مكتوب فيه اسم الله أو قرآن,


 



[1]       قوله: [النخيل في الأصل] وكانوا يتغوّطون بين النخيل قبل اتخاذ الكنف في البيوت ثمّ كني به عن موضع قضاء الحاجة مطلقا. ط.

[2]       قوله: [لعوده به] الهاء عائدة على البول، أي يعود الريح بالبول عليه فينجسه. إمداد بتصرف.

[3]       قوله: [الجُحر] أي: الخرق في الأرض والجدار لقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: ½لا يبولنّ أحدكم في جحر¼، أخرجه النسائي في الطهارة، باب كراهية البول في الجحر. ("سنن النسائي"، صـ١٤)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

396