عنوان الكتاب: الكافية مع شرحه الناجية

بخلاف الظرف ولا على المجرور على الأصح وكل ما دل على هيئة صح أن يقع حالا مثل هذا بسرا أطيب منه رطبا

زيد¼ و½ زيد قائمًا في الدار¼ و½قائمًا زيد في الدار¼ على أنّ الظرف والجار والمجرور عامل معنوي, ويستثنى من هذه القاعدة صورة وقوع الالتباس بين الحالين فتقول ½زيد قائمًا كعمرو قاعدًا¼ بتقديم ½قائمًا¼ على العامل المعنوي وهو معنى التشبيه المستفاد من الكاف؛ إذ لو قلت ½زيد كعمرو قائمًا قاعدًا¼ لايتعين كون أحدهما حالاً عن زيد والآخر من عمرو, أمّا تقديم الحال على العامل اللفظي فجائز نحو ½قائماً جاء زيد¼ إلاّ إذا وُجد مانع عن التقديم كتصدير الحال بالواو نحو ½جاء زيد وقد ركب عليّ¼, وكعدم تصرّف في الفعل كفعل التعجب, وكتصدير عاملها بحرف المصدر أو بلام الموصول نحو ½أعجبني أنْ ضربتَ زيدًا راكبًا¼ و½أعجبني الضارب زيدًا راكبًا¼ (بخلاف الظرف) فإنه وإن كانت الحال مشابهة للظرف لِما فيها من معنى الظرفية إلاّ أنّ الحال لاتتقدم على عامله المعنوي والظرف يتقدم على عامله المعنوي نحو ½زيد اليوم في الدار¼ و½كلَّ يوم لك ثواب¼؛ وذلك لأن الظرف اتسع فيه ما لايتسع في غيره لكثرة دوره في الكلام (ولا) تتقدم الحال أيضًا (على) صاحب الحال (المجرور) بالإضافة أو بحرف الجر, فإن كان مجرورًا بالإضافة فلا يجوز تقديم الحال عليه اتفاقًا فلا يقال ½جاءتني مشدودًا ضاربةُ زيدٍ¼, ويستثنى منه ما إذا كان المضاف جزءَ المضاف إليه أو جاز قيام المضاف إليه مقام المضاف فإنه يجوز التقديم حينئذ ولو على قلة نحو ½يتحرّك ماشيًا يدُ زيدٍ¼ و½نتبع حنيفًا ملّةَ إبراهيمَ¼, وإن كان مجرورًا بحرف الجر ففي جواز التقديم خلاف, نقل عن ابن كيسان وابن علي وابن برهان الجواز كما في قوله تعالى ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ﴾ [سبا:٢٨] وسيبويه وأكثر البصرية يمنعون التقديم؛ لئلاّ يلزم جواز تقديم التابع والفرع على ما لايجوز تقديم المتبوع والأصل عليه, وهو المختار عند المصـ ولهذا أطلق المجرور وقال (على) القول (الأصح) لكنّ الآية حجّة عليهم, ولو تعسّفوا في الجواب عنها بجعل ½كافة¼ بمعنى مانعًا عن الكفر والكبائر حالاً عن الكاف, أو بجعله صفة مصدر أي: رسالة كافة أي: عامّة شاملة للناس, أو بجعله مصدرًا كالكاذبة والعافية أي: تكفّ كفًّا (وكل ما) أي:كل لفظ (دلّ على هيئة) أي: صفة (صحّ أن يقع حالاً) سواء كان ذلك اللفظ مشتقًّا أو جامدًا, وفيه ردّ على جمهور النحاة؛ لأنهم شرطوا فى الحال أن تكون مشتقّة ويؤوّلون الجوامد بالمشتق (مثل ½هذا بسرًا أطيب منه رطبًا¼) فإنّ ½بسرًا¼ و½رطبًا¼ حالان لأنهما يدلان على صفة البسرية والرطبية مع أنهما جامدان, ومعناه أن هذا التمر المشار إليه أطيب حال كونه بسرًا من نفسه حال كونه رطبًا, والعامل فيهما ½أطيب¼, واعلم أنّ أول ما بدأ من النخل ½طَلْع¼ ثم ½خَلال¼ بالفتح ثم ½بَلَج¼ بالتحريك ثم ½بُسْر¼ ثم


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

257