عنوان الكتاب: نفحات رمضان

وقَوْلَه صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «شَرُّ الأُمُوْرِ مُحْدَثاتُها، وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ»[1]، هذا مِمَّا يُشْكِلُ على بَعْضِ النَّاسِ، ويُحْتَاجُ إلى مَعْرِفَةِ مَعْناهُ فإِنَّ الْحَدِيْثَيْنِ الْمَذْكُوْرَيْنِ وَاضِحَانِ كُلّ الوُضُوْحِ، فالْمُرادُ هُنا مِنَ البِدْعَةِ: بِدْعَةٌ سَيِّئَةٌ تُخَالِفُ كِتابًا، أوْ سُنَّةً، وإِيْضَاحُ ذلك في الْحَدِيْثِ الشريف، قد قال رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَنْ اِبْتَدَعَ بدعةَ ضَلاَلةٍ لا يَرْضَاهَا اللهُ ورسولُه كانَ علَيْه مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بها، لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ أَوْزَارِ الناسِ شَيْئًا»[2].

وعَنْ سَيِّدَتِنا أُمِّ الْمُؤْمِنِيْنَ عائِشَةَ رضي اللهُ تعالى عنها قالَتْ: قالَ رسولُ الله صلّى اللهُ تعالى عليه وآله وسلّم: «مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا، ما لَيْسَ فِيْه فهو رَدٌّ»[3].

قد تَبَيَّنَ مِنْ هذه الأَحادِيْثِ: أَنَّ ما لا أَصْلَ له في الدِّيْنِ، فهو بِدْعَةٌ سَيِّئَةٌ، وما كان له أَصْلٌ في الدِّيْنِ، فهو بِدْعَةٌ مَحْمُودَةٌ.

قالَ الشيخُ عَبْدُ الْحَقِّ الْمُحَدِّثُ الدِّهْلَوِي رحمه الله تعالى تحت هذا الحديث الشريف: «وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ في النَّارِ»: البِدْعَةُ بِدْعَتانِ: بِدْعَةٌ مَحْمُودَةٌ وبِدْعَةٌ مَذْمُومَةٌ فَمَا وَافَقَ السُّنَّةَ فهو بِدْعَةٌ مَحْمُوْدَةٌ وما خَالَفَ السُّنَّةَ، فهو بِدْعَةٌ ضَالَّةٌ[4].


 



[1] أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب الجمعة، صـ٤٣٠، (٨٦٧).

[2] أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب العلم، ٤/٣٠٩، (٢٦٨٦).

[3] أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب الصلح، ٢/٢١١، (٢٦٩٧).

[4] ذكره عبد الحق المحدث الدهلوي في "أشعة اللمعات"، كتاب الإيمان، باب الاعتصام بالكتاب والسنة، ١/١٣٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445