عنوان الكتاب: نفحات رمضان

نَفْسه، غَفَرَ اللهُ له»[1]. يَنْبَغِي علَيْنَا أَنْ نَضَعَ نُصْبَ أَعْيُنِنَا هذه الآيَةَ التي نزَلَ فيها فَضْلُ أَهْلِ الْبَيْتِ الأَطْهَار رضي الله تعالى عنهم وعُلُوُّ مَكَانَتِهم:

﴿ إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا .

وإذا تَصَدَّقَ واحِدٌ على الْفَقِيْرِ أو الْمِسْكِيْنِ، فعلَيْه أن لا يَطْلُبَ مِنْه شُكْرًا، ولا مُجَازَاةً بطَلَبِ الدُّعَاء مِنْه.

صيام أربعين سنة:

كانَ سَيِّدُنا داوُدُ الطَّائي رحمه الله تعالى صامَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً مُتَتَابِعَةً ولَمْ يَعْلَمْ أَهْلُه بصِيَامِه وكان عِنْدَمَا يَذْهَبُ إلى الْعَمَلِ يَأْخُذُ طَعَامَ غَدَائِه معَهُ ويَتَصَدَّقُ به في الطَّرِيقِ ويَأْكُلُ مع أَهْلِه بَعْدَ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ[2].

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد

سُبحَانَ الله إنَّه كان يَغْلِبُ على نَفْسِه، وفي "تذكرة الأولياء": كان سيّدُنا داوُدُ الطَّائي رحمه الله تعالى أَنَّه رَحِمَه الله تعالى كانَ يَسْتَوْحِشُ مِنْ مُخَالَطَةِ النَّاسِ حَتّى رَأَتْهُ أُمُّه يَوْمًا قاعِدًا في الشَّمْسِ والْعَرَقُ يَتَقَاطَرُ مِنْه بَلْ يَجْرِي قالَتْ: يا رُوْحِي، حَرٌّ شَدِيْدٌ وأَنْتَ صائِمٌ، فإنْ تَحَوَّلْتَ إلَى الْفَيْءِ فهو خَيْرٌ قالَ: يا أُمِّي أَسْتَحْيِي مِنَ الله تعالى أَنْ أَخْطُوَ خَطْوَةً مِنْ أَجْلِ نَفْسِي[3].


 



[1] "كنز العمال"، الجزء الخامس والعشرة، ٨/٣٣٢، ٤٣١٠٥، و"إحياء العلوم"، ٣/٣١٧.

[2] ذكره ابن الجوزي (ت٥٩٧هـ) في "صفة الصفوة"، الجزء الثالث، ٢/٨٩، والشيخ أبو الحسان القادري في "معدن الأخلاق"، الجزء الأوَّل، صـ١٨٢.

[3] ذكره الشيخ فريد الدين العطار في "تذكرة الأولياء"، صـ٢٥١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445