عنوان الكتاب: نفحات رمضان

لماذا لا نحتفل بالعيد؟:

إذا تَحرَّرَتْ دولةٌ مِنْ أَيْدِي الأَعْدَاء، يُقَامُ مَهْرَجَانٌ عَظِيْمٌ كُلَّ سَنَةٍ ويَفْرَحُ الطُّلاَّبُ بالنَّجَاحِ في الامْتِحَانَاتِ وكذلك إنَّ شَهْرَ رَمَضانَ الْمُبَارَكِ شَهْرٌ عَظِيمٌ، أُنْزِلَ فيه الْقُرْآنُ لإصْلاَحِ النَّاسِ، وهِدَايَتِهم، وإخْرَاجِهِم مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ، ونَجَاحِهم في الآخِرَةِ، وهذا شَهْرٌ يُمْتَحَنُ فيه إيْمَانُنا فمَنْ نَجَحَ في هَذَا الامْتِحَانِ يَحِقُّ له الْفَرَحُ وَالسُّرُوْرُ.

أخي الحبيب:

لقَدْ أَكْرَمَنَا اللهُ عزّ وجلّ بَعْدَ رمَضان بالنِّعْمَةِ العَظِيْمَةِ التي هي عِيْدُ الْفِطْرِ، ولَهُ فضلٌ عَظِيْمٌ، فعَنْ سَيِّدِنَا عبدِ الله بْنِ عبّاسٍ رضي الله تعالى عنهما قال: فإذا كانَتْ لَيْلَةُ الفِطْرِ سُمِّيَتْ تلك اللَّيْلَةُ لَيلَةَ الْجَائِزَةِ فإذا كانَتْ غَدَاةُ الْفِطْرِ يَبْعَثُ اللهُ عزّ وجلّ الْمَلاَئِكَةَ في كُلِّ بِلاَدٍ فيَهْبِطُوْنَ إلى الأَرْضِ فيَقُومُونَ على أَفْوَاهِ السِّكَكِ، فيُنَادُوْنَ بصَوْتٍ يَسْمَعُ مِنْ خَلْقِ اللهِ عزّ وجلّ إلاَّ الْجِنُّ والإنْسُ، فيَقُوْلُوْنَ: يا أُمَّةَ محمّد اُخْرُجُوا إلى رَبٍّ كَرِيمٍ يُعْطِي الْجَزِيلَ، ويَعْفُوْ عن الذَّنْبِ الْعَظِيمِ، فإذا بَرَزُوا إلى مُصَلاَّهُم، يقولُ اللهُ عزّ وجلّ لِلْمَلاَئِكَةِ: «ما جَزَاءُ الأَجِيْرِ، إذا عَمِلَ عَمَلَه؟» قال: فتَقُوْلُ الْمَلائكةُ: «إِلَهَنا وسَيِّدَنا، جَزَاؤُه أن تُوَفِّيَه أَجْرَه»، قالَ: فيَقُوْلُ: «فإنِّي أُشْهِدُكُمْ يا مَلاَئِكَتِي، أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَهُم مِنْ صِيَامِهم شَهْرَ رَمَضانَ وقِيَامِهم رِضَائِي ومَغْفِرَتِي»، ويقول: «يا عِبَادِي سَلُوْنِي، فوَعِزَّتِي وجَلاَلي لا تَسْأَلُوْنِي الْيَوْمَ شَيئًا في جَمْعِكُمْ لآخِرَتِكُمْ


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445