عنوان الكتاب: نفحات رمضان

ومَعَ ذلك نُعْجِبُ بالعِبَادَاتِ، والطَّاعَاتِ، والْبَعْضُ يُظْهِرُ عِبَادَتَه في الْمَجَالِسِ، وَالْحَفَلاَتِ والْجَرَائِدِ والْمَجَلاَّتِ والْبَعْضُ يَعْرِضُ صُوْرَتَه في الْمَجَلاَّتِ ويَضَعُهَا علَيْها، ولا شَكَّ أنّ هذا خَطَرٌ كَبِيْرٌ يُسَبِّبُ رِيَاءً، وإنّ الرِّيَاءَ يُحْبِطُ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ، ولَمْ يَتَوَقَّفْ الأَمْرُ عند هذا الْحَدِّ، بل يُوْجِبُ دُخُولَ النَّارِ، نَسْأَلُ الله أَن يَحْفَظَنَا مِنَ الرِّيَاءِ، آمين بجاه النبي الأمين صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم.

عيد عبد الله بن عمر:

حُكِيَ أنّ أَمِيْرَ الْمُؤْمِنينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله تعالى عنه رَأَى وَلَدًا له يَوْمَ عِيدٍ، وعلَيْه قَمِيْصٌ خَلَقٌ (قديم)، فبَكَى، فقالَ: ما يُبْكِيْكَ يا أَبِي؟ فقال:

يا بُنَيَّ أَخْشَى أَنْ يَنْكَسِرَ قَلْبُكَ في يَوْمِ الْعِيدِ، إذا رَآكَ الصِّبْيَانُ بهذَا الْقَمِيْصِ الْخَلَقِ، فقال: إنَّما يَنْكَسِرُ قَلْبُ مَنْ أَعْدَمَه اللهُ رِضَاه أو عَقَّ أُمَّه وأَبَاه وإنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُوْنَ اللهُ رَاضِيًا عنِّي برِضَاكَ فبَكَى عُمَرُ، وضَمَّه إلَيْه، ودَعَا لَهُ[1].

بنات عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه:

ذَاتَ يَوْمٍ جاءَتْ بَنَاتُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ رضي الله تعالى عنه، وقُلْنَ له: يا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنينَ الْعِيدُ غَدًا ولَيْسَ عِنْدَنا ثِيَابٌ جَدِيْدَةٌ نَلْبَسُها، ونِسَاءُ الرَّعِيَّةِ وبَنَاتُهم يَلُمْنَنَا ويَقُلْنَ: أَنْتُنَّ بَنَاتُ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنينَ رضي الله


 



[1] ذكره الغزالي في "مكاشفة القلوب"، صـ٣٠٨.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445