عنوان الكتاب: نفحات رمضان

﴿وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا ٢٦ إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا﴾ [الإسراء: ١٧/٢٦-٢٧].

ما هو الفرق بين الإنسان والحيوان؟:

أخي الحبيب:

قد ذَمَّ اللهُ تعالى الْمُبَذِّرِينَ أَشَدَّ الذَّمِّ، وإنّه لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِيْنَ، وَاعْلَمْ أنّ التَّفَقُّهَ وَالتَّفَكُّرَ وَالتَّدَبُّرَ هو يُمَيِّزُ الإنْسَانَ عَنْ بَاقِي الْمَخْلُوقَاتِ جَمِيعًا، ونَحْنُ نَعْلَمُ أنّ الْبَهَائِمَ مِنَ الْحَيَوَانَاتِ، لا تَتَفَكَّرُ، ولا تَتَدَبَّرُ في الْغَدِ، وأمَّا الإنسَانُ، فإنَّه يُخَطِّطُ لِلْمُسْتَقْبَلِ ويُفَكِّرُ فيه ولَمْ يَتَوَقَّفْ الأَمْرُ عند هذَا الْحَدِّ بل يُفَكِّرُ في الآخِرَةِ، وإنّ الشَّخْصَ الْعاقِلَ هو الشَّخْصُ الذي يتَفَكَّرُ في الآخِرَةِ ويَتَّبِعُ الْحِكْمَةَ في كلِّ خَطْوَةٍ وفي هذه الأيَّامِ نَرَى الإنْسَانَ أنّه لا يَغْتَنِمُ الفُرَصَ، ولا يَسْتَعِدُّ لِمَا يَنْفَعُه بَعْدَ الْمَوْتِ، وهَدَفُه الْعَظِيْمُ: جَمْعُ الْمَالِ، وكَثْرَةُ الأَكْلِ، ونَوْمُ الْغَفْلَةِ.

أخي الحبيب:

لَيْسَ ﺍلْهَدَفُ مِنَ الْحيَاةِ: اَلْحُصُوْلُ علَى الشَّهَادَةِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَﺍب وَالتَّمَتُّعُ بالشَّهَوَاتِ، وَالْمَلَذَّاتِ قد أَرْشَدَنا اللهُ سبحانه وتعالى إلى الْهَدَفِ الْحَقِيقِيِّ مِنَ الْحَيَاةِ فقال:

﴿خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ [الملك: ٦٧/٢]، أي: أَكْثَرُكُمْ طاعَةً، وإخْلاَصًا.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445