عنوان الكتاب: نفحات رمضان

أخي الحبيب:

مَنْ لَمْ يَصُمْ رَمَضانَ وكانَتْ أَيَّامُه كُلُّها في الْمَعَاصِي مِنْ قَضَاءِ الْوَقْتِ في مُشَاهَدَةِ الأَفْلاَمِ والْمُسَلْسَلاَتِ وسَمَاعِ الأَغَانِي واللَّعِبِ واللَّهْوِ وقِرَاءةِ الْجَرَائِدِ والْمَجَلاَّتِ الْخَلِيْعَةِ، وبعدها تَزَيَّنَ وتَجَمَّلَ بالأَزْيَاء في الْعِيدِ، كأَنّه وَضَعَ الْفِضَّةَ على النَّجَاسَةِ.

لِمَنْ هذا العيد؟:

أخي الحبيب:

إنّ العيدَ في الْحَقِيْقَةِ عِيْدٌ لِمَنْ قَضَى رمَضانَ بالصَّلاَةِ والصِّيَامِ وقِراءةِ القرآنِ وقِيَامِ اللَّيْلِ، والْعِيْدُ يَوْمُ الْجَزَاءِ مِنَ الله سبحانه لِلْعِبَادِ الصَّالِحِيْنَ، ويَنْبَغِي علَيْنَا رِجَالاً، ونِسَاءً أَنْ نَتَّقِيَ اللهَ في التَّقْصِيْرِ الْوَاقِعِ في اِحْتِرَامِ رَمَضَانَ وعندما انْتَهَى رَمَضَانُ. كانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ رحمهم الله تعالى تَوْجَلُ قُلُوْبُهم وتَحْزَنُ نُفُوْسُهُمْ وهُمْ يُرَاجِعُوْنَ أَعْمَالَهُمْ هل هِيَ مُخْلِصَةٌ لله عزّ وجلّ؟ فكانُوا يَرْبِطُونَ ذلك بقَبُوْلِ الْعَمَلِ أو رَدِّه ولذلك كانُوا إذا عَمِلُوا عَمَلاً كانُوا يَخَافُوْنَ بَعدَه، لَمْ يكُونُوا يَفْرَحُونَ أنَّهم قد صَلَّوْا وصَامُوا، وإنَّما كانُوْا وَجِلِيْنَ خَائِفِينَ: أن يَرُدَّ اللهُ عزَّ وَجَلَّ علَيْهِم أَعْمَالَهُم وقِيَامَهم وصِيَامَهم الَّتِي كانُوا يَفْعَلُونَها في هذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ لذا، فقد كانُوا يُكْثِرُونَ الدُّعَاءَ بعدَ رَمَضانَ بالْقَبُولِ، ويقولون: أنَا لا أَدْرِي: أَمِنَ الْمَقْبُوْلِينَ، أَمْ مِنَ الْمَطْرُودِيْنَ.

أخي الحبيب: إنّ أَمْثَالَ هؤلاء يَحِقُّ لَهُم: أَنْ يَفْرَحُوا بيَوْمِ الْعِيْدِ السَّعِيْدِ وأَيْنَ نَحْنُ مِنَ الأَسْلافِ الصَّالِحِيْنَ نَحْنُ لَمْ نَصِلْ إلى الصَّلاَحِ،


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445