عنوان الكتاب: نفحات رمضان

مَا أَعْتَقَ في الشهر كُلِّه فإذا كانت ليلةُ الفِطْر ارْتَجَّتْ الملائكةُ وتجلَّى الْجَبَّارُ بنورِه، مع أَنّه لا يَصِفُه الواصِفُوْن، فيقولُ للملائكة، وهم في عِيْدِهم من الغَدِ: يا مَعْشرَ الملائكة، يُوْحَى إليهم: ما جَزاءُ الأَجِيْرِ إذا وَفَّى عمَلَه؟ تقول الملائكةُ: يُوَفَّى أَجْرَه، فيقولُ اللهُ تعالى: أُشْهِدُكُمْ، أنّي قد غَفَرْتُ لهم»[1].

وعن سيّدِنا عبدِ الله بْنِ عبَّاس رضي الله عنهما، عن رسولِ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم قال: «لله عزّ وجلّ في كُلِّ يَوم من شَهْرِ رمَضان عند الإفطار ألفُ ألفِ عَتيقٍ من النار كُلُّهُمْ قد استَوْجَبُوا النارَ، فإذا كان لَيلةُ الْجُمُعَة أُعْتِقَ في كلِّ ساعة منها، ألفُ ألفِ عَتيقٍ من النار، كُلُّهم قد استَوْجَبوا العَذابَ»[2].

أخي الحبيب:

شهرُ رمَضان، شهر عظيم، وموسم كريم، إذْ أنّه شهرُ الرَّحْمة، والمغفرة، والعِتْقِ من النِّار، ويُعْتَقُ في كُلِّ يَوم من رمَضان، ألفُ ألفِ عَتيقٍ من النار، ويُعْتَقُ ليلةَ الجمعة في ساعةٍ منها، ألفُ ألفِ عَتيقٍ من النار، ويُعْتَقُ في آخرِ ليلةٍ من رمضان، عدد مَا أُعْتِقَ في سائرِ الشَّهْرِ، نَسْأَلُ اللهَ تعالى، أنْ يَجْعَلَنا وإيّاكم من العُتَقاء من النار، آمين بجاه النبي الأمين، صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم.


 



[1] ذكره المنذري في "الترغيب والترهيب"، ٢/١٨، (١٤٩٤).

[2] ذكره البيهقي في "شعب الإيمان"، باب في الصيام، ٣/٣٣٥ـ ٣٣٦، (٣٦٩٥).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445