عنوان الكتاب: نفحات رمضان

وبَعْدَها سَافَرَ في اليَوْمِ الثَّاني مِنْ عِيْدِ الفِطْرِ في سبيلِ الله معَ قَافِلَةِ المدينة وبَعْدَ أنْ يَرْجِعَ إلى الْمَنْزِلِ أَرَادَ الذَّهَابَ إلى السُّوْقِ لِحَاجَةٍ ولكِن تَذَكَّرَ أَنَّ الذَّهَابَ إلى السُّوْقِ سَيُؤَخِّرُه عَن الْحُضُورِ إلى الْمَسجدِ، حَتَّى يُفَوِّتَه بَعْضَها، أو يُحْرِمَه عن فَضِيْلَةِ السَّبْقِ إلى الْمَسجدِ، وحُضُورِ الصَّلاةِ مِن أَوَّلِها فتَرَكَ الذَّهَابَ إلى عَمَلِه ودَخَلَ الْمَسجدَ قَبْلَ الأَذَانِ، لِكَيْ يَسْتَعِدَّ لِلصَّلاةِ مُسْبِقًا وعِنْدَما اِنْتَهَى مِن الوُضُوْءِ سَقَطَ على الأَرْضِ ومات، كان قد لَفَظَ أَنْفَاسَه الأَخِيْرَةَ وهو يَتَشَهَّدُ ويُصَلِّي على الْحَبيب صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

لقد أَكْرَمَه اللهُ قَبْلَ مَوْتِه بِعَمَلٍ صَالِحٍ من أَجْلِ الرَّغْبَةِ في العَمَلِ بِجَوَائِزِ المدِينةِ، وحَضَرَه الْمَوْتُ قائِلاً: لا إله إلاّ الله، ومُصَلِّيًا على الْحَبيب صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم ومَن كان آخِرُ كلامه من الدنيا: لا إله إلاّ الله، يَفُوْزُ بالآخِرَةِ، يَقُوْلُ مَحْبُوْبُ رَبِّ العَالَمِين شَفِيعُ الأُمَمِ، طيب القلوب صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَنْ كانَ آخِرُ كلامِه: لا إله إلاّ الله، دَخَلَ الْجَنَّةَ»[1].

وبَعْدَ وَفَاتِه بعِدَّةِ أَيَّامٍ رَآه اِبنُه في الْمَنَامِ وعَلَيه الْحُلَّةُ الْخَضرَاءُ، ويَقُوْلُ: يا وَلَدِي، عَلَيْكَ أَنْ تَقُومَ بنشاطات مركز الدَّعوَةِ الإسلامِيَّةِ، لقد أَكْرَمَني الله تعالى بالبِيْئَةِ الْمُتَدَيِّنَةِ.

صلوا على الحبيب!  صلى الله تعالى على محمّد


 



[1] أخرجه أبو داود في "سننه"، كتاب الجنائز، باب في التلقين، ٣/٢٥٥، (٣١١٦).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445