عنوان الكتاب: نفحات رمضان

قَدْ كَبِرْتَ؟، فقال: «كان رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يصُوْمُ الاثْنَيْنِ والْخَمِيسَ» فقُلْتُ: يا رسولَ الله ما شَأْنُكَ تَصُوْمُ الاثْنَيْنِ والْخَمِيسَ؟، فقال صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «إنَّ أَعْمَالَ النَّاسِ تُعْرَضُ يومَ الاثْنَيْنِ والْخَمِيسِ»[1].

أخي الحبيب:

هذه الأَحَادِيْثُ تَدُلُّ على أنَّ الاثْنَيْنِ والْخَمِيسَ يَوْمَانِ تُعْرَضُ فِيْهِمَا أَعْمَالُ العِبَادِ على الله تعالى ويُغْفَرُ فِيْهِمَا لِلْمُسْلِمِيْنَ إلاّ مُتَقَاطِعَيْنِ مُتَخَاصِمَيْنِ على أُمُوْرٍ زائِلَةٍ بالدُّنْيَا وواقِعٌ مُؤَسِّفٌ وأَلِيْمٌ فبَعْضُ إِخْوَةٍ مِنْ أُسْرَةٍ واحدةٍ يَرْبِطُهُمْ دَمٌ واحِدٌ يَتَجَادَلُوْنَ، ويَتَخاصَمُوْنَ، ويَحْمِلُوْنَ بقُلُوْبِهم الْحِقْدَ والْعَدَاوةَ فمَنْ كانَتْ بَيْنَه وَبيْنَ أَهْلِه أَوْ زُمَلائِه أَوْ جِيْرانه القَطِيْعَةُ، والبَغْضاءُ، والشَّحْناءُ، فعَلَيْه أنْ يُبَادِرَ إلى الصُّلْحِ، والتَّسَامُحِ بإخْلاصٍ، ونيّةٍ صادِقةٍ، وإنْ لَمْ تَنْجَحْ مُحاوَلاتُه في الإقْنَاعِ بالصُّلْحِ، يُرْجَى أنْ يكُوْنَ بَرِيْئًا إن شاء الله عز وجلّ.

وكان نَبِيُّنَا الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يصُوْمُ الاثْنَيْنِ والْخَمِيسَ، ولَمَّا سُئِلَ رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم عَنْ صَوْمِ الاثنَينِ، قال: «ذلك يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيْه»، فكَأَنَّ الرَّسُوْلَ الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم كان يَحْتَفِلُ بيومِ مِيْلادِه بالصِّيَامِ.

صلوا على الحبيب!  صلى الله تعالى على محمد


 



[1] ذكره البيهقي في "شعب الإيمان"، باب في الصيام، ٣/٣٩٢، (٣٨٥٩).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445