عنوان الكتاب: نفحات رمضان

بِمَ؟ قال: بحُسْنِ الْيَقِيْنِ، وطُوْلِ التَّهَجُّدِ، وظَمَإِ الْهَوَاجِرِ، قال: فمَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ التي تُوْجَدُ مِنْ قَبْرِكَ؟ قال: تِلْكَ رَائِحَةُ التِّلاَوَةِ وَالظَّمَإِ[1].

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد

أخي الحبيب:

وكذلك أَنَّ الشيخ سَيِّدَنا الإمام الْبُخَاريَّ رحمه الله تعالى، لَمَّا صُلِّيَ علَيْه ووُضِعَ في قَبْرِه فاحَ مِنْ تُرَابِ قَبْرِه رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، كالْمِسْكِ، ودَامَتْ أَيَّامًا، وجَعَلَ النَّاسُ يَخْتَلِفُوْنَ إلى قَبْرِه مُدَّةً يَأْخُذُوْنَ مِنْ تُرَابِه[2]. ومِنْ كَرَامَةِ الشَّيْخِ محمد بْنِ سُلَيْمَانَ الْجَزُولِيِّ رحمه الله تعالى أنَّه بَعْدَ مَمَاتِه كان يَفُوْحُ مِنْ تُرَابِ قَبْرِه رَائِحَةُ الْمِسْكِ مِنْ كَثْرَةِ صَلاَتِه على النَّبِيِّ الْكَرِيمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم، وبَعْدَ سَبْعٍ وسَبْعِيْنَ سَنَةً مِنْ وَفَاتِه، نُقِلَ مِن "سوس" إلى مَرَاكِش، فلَمَّا أَخْرَجُوْه، مِنْ قَبْرِه، بـ: سوس، وَجَدُوه كَمَيِّتِه يَوْمَ دَفْنٍ، لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْه شَيْءٌ، حتّى إنَّ آثَارَ الْحَلْقِ مِنْ لِحْيَتِه ورَأْسِه ما زَالَتْ على حَالِها، كما كانَتْ يَوْمَ مَمَاتِه وحِيْنَ وَضَعَ بَعْضُ الْحَاضِرِيْنَ أُصْبُعَه على وَجْهِه الموردِ، اِنْحَصَرَ الدَّمُ تَحْتَ الأُصْبُعِ فلَمَّا رَفَعَ أُصْبُعَه، رَجَعَ الدَّمُ إلى مَوْضِعِه، تَمَامًا كما يَحْدُثُ بالنِّسْبَةِ لرَجُلٍ حَيٍّ[3].

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد


 



[1] ذكره أبو نعيم الأصبهاني في "حلية الأولياء"، ٦/٢٦٦، (٨٥٥٣).

[2] أخرجه البخاري في "صحيحه"، المقدمة،١/٦.

[3] ذكره العلامة محمد بن علي المهدي في "مطالع المسرات"، صـ٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445