عنوان الكتاب: نفحات رمضان

لِتُفْطِرَا، فأَعْرَضَ عنه ثم عاوَدَهُ فأَعْرَضَ عنه ثم عَاوَدَه فأَعْرَضَ عنه، ثم عاوَدَه فأَعْرَضَ عنه، فقال: «إنّهما لَمْ تصُوْمَا وكَيْفَ صامَ مَنْ ظَلَّ هذا الْيَوْمَ يَأْكُلُ لُحُومَ الناس؟، اِذْهَبْ، فمُرْهُمَا، إن كانَتَا صائِمَتَيْن، فلْتَسْتَقِيْئَا». فرجَعَ إليهما فأخْبَرَهما فاسْتَقَاءتَا فقَاءتْ كُلُّ واحدةٍ منهما عَلَقَةً من دَمٍ، فرجَع إلى النبي الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخْبَرَه، فقال: «والّذي نفسي بيده، لو بَقِيَتَا في بُطُوْنهما، لَأَكَلَتْهُما النارُ»[1].

ورُوِي عن سيدِنا عُبَيْدٍ مَوْلَى رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: أنّ امْرَأَتَيْنِ صامَتَا وأنّ رجُلاً قال: يا رسولَ الله إنّ هاهنا امْرَأتَيْنِ قد صامَتَا وإنّهما قدْ كادَتَا أن تَمُوْتا مِنَ الْعَطَش فأعْرَضَ عنه أوْ سَكَت ثم عادَ قال: يا نَبِيَّ الله إنّهما واللهِ قد ماتَتَا، أوْ كادَتَا أن تَمُوْتا، قال صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «اُدْعُهُمَا»، قال: فجاءَتَا قال: فجِيْءَ بقدَحٍٍ أو عُسٍّ فقال لإحدَاهُمَا: «قِيْئِي»، فقَاءتْ قَيْحًا أوْ دمًا وصَدِيداً ولَحْماً حتّى قاءتْ نِصْفَ الْقَدَح، ثم قال للأخرى: «قِيْئِي»، فقاءت من قَيْحٍ ودمٍ وصديد ولَحْمٍ عَبِيْطٍ وغيرِه حتّى مَلأَتِ الْقَدَحَ ثم قال: «إنّ هاتَيْن صامَتَا عَمَّا أحَلَّ اللهُ وأَفْطَرَتَا على ما حرَّمَ الله عزّ وجلّ عليهما جلَسَتْ إحداهُما إلى الأخرى فجعَلَتَا تأكُلاَن لُحُوْمَ الناس»[2].


 



[1] ذكره المنذري في "الترغيب والترهيب"، ٣/٣٢٨، (١٥)، والبيهقي في "شعب الإيمان"، ٥/٣٠١، (٦٧٢٢)، وابن أبي الدنيا في كتابه "الصمت وآداب اللسان"، ٧/١٢٢، (١٧٠).

[2] ذكره أحمد بن حنبل في "مسنده"، ٩/١٦٥، (٢٣٧١٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445