عنوان الكتاب: نفحات رمضان

أيّها العبد الذليل:

انْظُرْ إلى جسمكَ كيف خلَقَكَ اللهُ تعالى، واللهُ يُنَادِيْكَ لِلتَّوَجُّهِ إليه ويُوَفِّقُكَ لِلدُّعَاء بأَسْمَائِه الْحُسْنَى، بَيْنَ يَدَيْه، وهذا الشَّرَفُ الْعَظِيْم، وَالْفَضْلُ الْكَرِيْمُ، خَيْرٌ من نَيْلِ الْمُرَادَاتِ، وقَضَاءِ الْحَاجَاتِ.

يا عديم الصبر:

تَعَلَّمْ فَنَّ سُؤَالِ مَلِكِ الْمُلُوْكِ وَارْجِعْ إلى رَبِّكَ، وتَيَقَّنْ بالإجَابَةِ بل اِسْتَغْرِقْ في الْمُنَاجَاةِ وَتيَقَّنْ أَنَّك لن تَرْجِعَ خَائِبًا عن بابِ الْجَوَادِ الْكَرِيْمِ، فمَنْ دَقَّ بَابَ الْكَرِيْمِ انْفَتَحَ لَه، وبالله التَّوْفِيقُ[1].

يقولُ سيدُنا ومَولاَنا نَقِيّ عليّ خان رحمه الله تعالى: أَيُّها العَزِيْزُ: يَقُولُ ربُّكَ: ﴿ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ ﴾ [البقرة: ٢/١٨٦].

وقال تعالى: ﴿ فَلَنِعۡمَ ٱلۡمُجِيبُونَ ﴾ [الصافات: ٣٧/٧٥].

وقال تعالى: ﴿ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ ﴾ [غافر: ٤٠/٦٠].

تَيَقَّنْ أَنّ اللهَ سُبْحَانَه وتعالى، لَنْ يَطْرُدَكَ عن بَابِه، وهو يُوَفِّي بِوَعْدِه، يقولُ سبحانَه وتعالى لِحَبِيْبِه الْكَرِيْم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: ﴿ وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلَا تَنۡهَرۡ ﴾ [الضحى: ٩٣/١٠].

وكَيْفَ يُبْعِدُكَ عن بابِ كَرَمِه وهو يَنْظُرُ إليكَ بِنَظَرِ الرَّحْمَةِ وأَحْياناً يُؤَخِّرُ الإجَابَةَ لِحِكْمَةٍ بالِغَةٍ ولله الْحَمْدُ والشُّكْرُ على كُلِّ حَالٍ[2].


 



[1] ذكره الإمام أحمد رضا خان في "ذيل المدعى لأحسن الوعاء"، صـ١٠٠ـ١٠٤.

[2] ذكره الشيخ نقي علي خان في "أحسن الوعاء لآداب الدعاء"، الفصل الثاني، صـ٩٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445