عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

٠والسمع٠٠[1]٠ وهي صفة تتعلّق بالمسموعات. ٠والبصر٠ صفة تتعلّق بالمبصرات، فتدرك بهما إدراكاً تامّاً, لا على سبيل التخيّل والتوهّم، ولا على طريق تأثّر حاسّته٠[2]٠ ووصول هواء، ولا يلزم من قدمهما قدم المسموعات والمبصرات كما لا يلزم من قِدَم العلم٠[3]٠ والقدرة قدم المعلومات والمقدورات؛ لأنها صفات قديمة تحدث لها تعلّقات بالحوادث. ٠والإرادة والمشيئة٠٠[4]٠ وهما عبارتان عن صفة في الحيّ توجب تخصيص أحد المقدورين٠[5]٠ في أحد الأوقات بالوقوع مع استواء نسبة القدرة إلى


 



[1] قوله: [والسمع] اتّفق المسلمون على أنّه تعالى سميع بصير, لكنّهم اختلفوا في معناه, فقالت الفلاسفة والكعبي وأبو الحسين البصري: ذلك عبارة عن علمه تعالى بالمسموعات والمبصرات, وقال الجمهور منّا ومن المعتزلة والكراميّة: أنهما صفتان زائدتان على العلم. ١٢ "شرح مواقف".

[2] قوله: [لا على طريق تأثر حاسّته] ردّ على الفلاسفة حيث يقولون: إنّ الإدراك بالسمع والبصر تأثّر الحاسّة عن المسموع والمبصر, وهو محال في حقّه تعالى، والجواب منع ذلك؛ إذ لا يلزم من حصولهما مقارناً للتأثّر فينا كونهما نفس ذلك التأثر. وإن سلّمنا ذلك فهذا في الحيوانات, لا في حقّ الواجب تعالى, فجاز أن لا يكون سمعه وبصره نفس ذلك التأثّر. ١٢

[3] قوله: [لا يلزم من قِدَم العلم] دفع شبهة أخرى حاصلها: أنّه إذا كانت صفة السمع والبصر قديمة, يلزم قدم المسموعات والمبصرات, واللازم باطل، حاصل الدفع: أنّه يلزم القدم لو كانت التعلّقات قديمة، وليس كذلك. ١٢

[4] قوله: [والإرادة والمشيئة] لفظان مترادفان ويدانيهما الاختيار, فالكلّ قديم وواحد، وقد اتّفق جميع الفرق على أنّه تعالى مريد, وإن اختلفوا في معنى الإرادة، قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ﴾[البقرة: ١٨٥], ﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾[الإنسان: ٣٠], و﴿رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ﴾[القصص: ٢٨], إلى غيرها من الآيات والآحاديث. ١٢ "المعتقد".

[5] قوله: [أحد المقدورين] الفعل والترك المتساويين بالنسبة إلى القدرة. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388