عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

يفعلها فيكون عمره سبعين سنة، فنسبت هذه الزيادة إلى تلك الطاعة بناء على علم الله تعالى أنه لولاها لَمَا كانت تلك الزيادة، وعن الثاني٠[1]٠: أنّ وجوب العقاب والضمان على القاتل تعبديّ٠[2]٠ لارتكابه٠[3]٠ المنهيّ، وكسبه الفعل الذي يخلق الله تعالى عقيبه الموت بطريق جري العادة، فإنّ القتل فعله القاتل كسباً، وإن لَم يكن خلقاً، ٠والموت قائم بالميّت مخلوق الله تعالى٠، لا صنع للعبد فيه تخليقاً ولا اكتساباً. ومبنى هذا على أنّ الموت وجوديّ بدليل قوله تعالى: ﴿ خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ[الملك: ٢], والأكثرون٠[4]٠ على أنه عدميّ، ومعنى خلق الموت قدّره. ٠والأجل واحد٠ لا كما زعم الكعبيّ٠[5]٠ أنّ للمقتول أجلين: القتل والموت، وأنه لو لم يقتل لعاش إلى أجله الذي هو الموت، ولا كما زعمت الفلاسفة أنّ للحيوان أجلاً طبعياً وهو وقت موته بتحلّل رطوبته وانطفاء حرارته الغريزيتين، وأجلاً اختراميّة٠[6]٠ بحسب الآفات


 



[1] قوله: [وعن الثاني] أي: الجواب عن الاستدلال بالوجه العقليّ.١٢

[2] قوله: [تعبّديّ] أي: شرعيّ لا مدخل فيه للعقل والقياس بدليل قوله تعالى: ﴿ لَا يُسۡ‍َٔلُ عَمَّا يَفۡعَلُ﴾[الأنبياء: ٢٣]. ١٢

[3] قوله: [لارتكابه... إلخ] كأنّه يشير إلى أنّه ليس تعبّديّاً محضاً خارجاً عن مقتضى العقل ولا عقليّا محضاً. ١٢

[4] قوله: [والأكثرون... إلخ] منهم صاحب "المواقف" وشارحه, فهم قالوا: الموت عدم الحياة عمّا من شانه أن يكون حيًّا, والأظهر أن يقال: عدم الحياة عمّا اتّصف بها, وعلى التفسيرين فالتقابل بين الحياة والموت تقابل العدم والملكة. ١٢

[5] قوله: [الكعبيّ] هو أبو القاسم محمّد بن الكعبيّ كان من معتزلة ½بغداد¼, كذا في "التعريفات" للسيّد السند. ١٢

[6] قوله: [اختراميّة] أي: قاطعة للحياة, يقال: خرم الشيء واخترمه, أي: قطعه. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388