عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

يده٠[1]٠ تصديقاً له في دعوى الرسالة، كان صادقاً فيما أتى به من الأحكام٠[2]٠، وإذا كان صادقاً يقع العلم بمضمونها قطعاً. وأمّا أنه استدلاليّ فلتوقّفه على الاستدلال واستحضار أنه خبر من ثبت رسالته بالمعجزات، وكلّ خبر هذا شأنه فهو صادق ومضمونه واقع. ٠والعلم الثابت به٠ أي: بخبر الرسول ٠يضاهي٠ أي: يشابه ٠العلم الثابت بالضرورة٠ كالمحسوسات والبديهيّات والمتواترات ٠في التيقّن٠ أي: عدم احتمال النقيض٠[3]٠ ٠والثبات٠ أي: عدم احتمال الزوال بتشكيك المشكّك، فهو علم بمعنى الاعتقاد٠[4]٠ المطابق


 



[1] قوله: [المعجزة على يده] فإنّ البرهان القاطع على ثبوت نبوّة الأنبياء هوالمعجزات؛ لأنهّا تقوم مقام قول الله عزّوجلّ له: ﴿أنت رسولي﴾ تصديقاً لِمَا إدّعاه. مثاله قام الإنسان في ملاء من الناس بحضرة ملك مطاع, فقال: ½يا معشرالحاضرين! إنّي رسول هذا الملك وإن آية صدقي أنّ  الملك يقوم ويرفع التاج عن رأسه¼, فيقوم الملك في الحال ويرفع التاج عن رأسه عقب دعوى هذا المدّعٰى, أليس ذلك الفعل ينـزل منـزلة قوله: ½صدقت أنت رسولي¼ ؟ كذا في "اليواقيت". ١٢

[2] قوله: [الأحكام] سواء كانت الأحكام دينيّة أو دنيويّة, ولا أدري كيف خصّ بعض المحشّين بالدينيّة وتمسّكوا بـ ½أنتم أعلم بأمور دنياكم¼ الحديث, مع أنّ المراد من العلم الملكة لا الإدراك. ١٢

[3] قوله: [أي: عدم احتمال النقيض] قيل عليه: إنّ التيقّن بمعنى عدم احتمال النقيض يشمل الثبات, فلا فائدة في ذكره بعد التيقّن إلاّ التكرار, وأجاب عنه العلاّمة الخياليّ بما حاصله: أنّ المراد من عدم احتمال النقيض عدم الاحتمال في نفس الأمر, و عند العالم في الحال أي: لا يجوّز العقل وقوع نقيضه في الحال لا في المآل, فلا يلغو ذكر الثبات, فإنّ معناه عدم الاحتمال في المآل, لكنّه سخيف على ما أشار إليه. ١٢

[4] قوله: [فهو علم بمعنى الاعتقاد] أي: العلم الحاصل من خبر الرسول عليه السلام هو الاعتقاد الجامع للأوصاف الثلث من مطابقة الواقع والجزم والثبات. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388