عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

٠والعالم٠٠[1]٠ أي: ما سوى الله تعالى من الموجودات مِمّا يعلم به٠[2]٠ الصانع، يقال: ½عالم الأجسام¼٠[3]٠, و½عالم الأعراض¼, و½عالم النباتات¼٠[4]٠, و½عالم الحيوان¼ إلى غير ذلك، فتخرج صفات الله تعالى؛ لأنها ليست غير الذات كما أنها ليست عينها. ٠بجميع أجزائه٠ من السموات وما فيها, والأرض وما عليها٠[5]٠. ٠محدث٠ أي مخرج من العدم إلى الوجود، بمعنى أنه٠[6]٠ كان معدوماً فوجد، خلافاً للفلاسفة, حيث ذهبوا إلى قدم السموات بموادها وصورها وأشكالها، وقدم العناصر بموادها وصورها، لكن بالنوع٠[7]٠، بمعنى أنها لم تخل قط عن صورة


 



[1] قوله: [العالم] مشتقّ من ½العلم¼, وقد جاء ½فاعل¼ بالفتح للدلالة على الآلية, كـ½الخاتم¼ بمعنى ما يختم به, كذا ½العالم¼ اسم الآلة بمعنى: ما يعلم به, وغلب استعماله فيما يعلم به الخالق سبحانه وتعالى. ١٢

[2] قوله: [مِمّا يعلم به] إشارة إلى وجه التسمية, وليس من التعريف كما هو المشهور وإلاّ يلزم الاستدراك. ١٢"خ"

[3] قوله: [يقال: عالم الأجسام] إشارة إلى أنّ المراد  به ما سوى الله تعالى من الأجناس, فـ½زيد¼ ليس بعالم, بل من العالم, وإلى أنّ ½العالم¼ اسم للقدر المشترك بينها, فيطلق على كلّ واحد منها وعلى كلّها, لا أنه اسم للكلّ وإلاّ لَمَا صحّ جمعه. ١٢ "خيالي".

[4] قوله: [النباتات] جمع البعض دون البعض, وكذا أفراده بناءً على ما هو المشهور في ألسنة القوم. ١٢

[5] قوله: [ما عليها] وما فيها أيضاً, والكلام واضح فلم يحتجّ إلى التصريح به. ١٢

[6] قوله: [بمعنى أنه... إلخ] صرّح بذلك؛ لأنّ الفلاسفة قد يعترفون بأنّ العالم خرج من العدم إلى الوجود بمعنى: أنه بالنظر إلى نفسه معدوم, وبإيجاد الموجود موجود. ١٢"ن"

[7] قوله: [لكن بالنوع] المشهور أنّ الصورة النوعيّة قديمة بالجنس, لكن يشكل عليه ببقاء الصور الاسطقسات, أي: العناصر الأربعة, فإنهّا باعتبار ترك الجسم منها يسمّى اسطقسات, وباعتبار تحليله إليها عناصر في أمزجة المواليد الثلاثة, أعني: المعادن والنباتات والحيوانات القديمة بالنوع فإنهم صرّحوا بأنّ صور العناصر باقية على حالها في أمزجة المواليد, وهي قديمة بالنوع عندهم بحسب توارد أفرادها الشخصيّة من العدم إلى الوجود, فيلزم قدم الصورة النوعيّة المختصّة بكلّ عنصر بالنوع. ١٢ ملتقطاً "ح".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388