عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

وخاضوا في الرياضيّات٠[1]٠، حتّى كاد لايتميّز عن الفلسفة لولا اشتماله على السمعيّات وهذا٠[2]٠ هو كلام المتأخّرين، وبالجملة٠[3]٠ هو أشرف العلوم، لكونه أساس الأحكام الشرعيّة, ورئيس العلوم الدينيّة، وكون معلوماته العقائد الإسلاميّة، وغايته الفوز٠[4]٠ بالسعادات الدينيّة والدنيويّة، وبراهينه٠[5]٠ الحجج القطعيّة المؤيّد أكثرها بالأدلّة السمعيّة، وما نقل عن السلف٠[6]٠ من الطعن فيه والمنع عنه, فإنّما هو٠[7]٠ للمتعصِّب في الدين, والقاصر عن تحصيل


 



[1] قوله: [الرياضيّات] هي علم يبحث فيه عن أحوال أمور تفتقر في وجودها الخارجيّ إلى المادّة, ولا تفتقر إليها في وجودها الذهنيّ كالكرّة والمثلّث. ١٢

[2] قوله: [هذا هو كلام] أي: الكلام الذي يختلط بالفلسفة هو كلام المتأخّرين. ١٢

[3] قوله: [وبالجملة] أي: سواء كان كلام القدماء أوكلام المتأخّرين, والفرق بين ½بالجملة¼ و½في الجملة¼ أنّ ½بالجملة¼ تستعمل في الكثرة, و½في الجملة¼ تستعمل في القلّة. ١٢

[4] قوله: [الفوز] إدراك مطلوب الخير, والمتحلى بـ½علم الكلام¼ يكون مكرّماً محترماً عند الله وعند الناس,  حيث يرجع الناس إليه في مهمّات الدين, وهو سبب العزّة والكرامة في الدنيا, ويترتّب عليه الثواب من الله سبحانه وهو سعادة الدين. ١٢

[5] قوله: [براهينه] جمع برهان و هو الحجّة البيّنة الفاصلة، والحاصل أنّ شرف العلم يكون بأحد أمور ثلاثة: شرف المعلوم, ووثاقة الدليل, وشرف الغاية. وقد اجتمعت هذه الثلاثة لعلم الكلام, فهذه هي جهات شرف العلم. ١٢

[6] قوله: [ما نقل عن السلف] جواب سؤال مقدّر تقريره: أنّ علم الكلام لو كان أشرف العلوم لَمَا طعن فيه السلف، فقد قال الإمام القاضي أبو يوسف رحمه الله تعالى: ½لا يجوز الصلاة خلف المتكلّم، وإن تكلّم بحقّ؛ لأنه بدعة¼، وقالوا: ½من طلب التوحيد بالكلام فقد تزندق¼. ١٢

[7] قوله: [فإنما هو] يريد أنّ ذمّ علم الكلام محصور في أربعة أشخاص: الأوّل: من يتعصّب فلا يطيع الحقّ بعد ظهوره، الثاني: من لا يكون قوّته العاقلة ذكيّة فلا يدرك كنه المسائل والدلائل, فيقصر عقله عن تحصيل اليقين الاستدلاليّ، الثالث: من يقصد إلقاء الشبهات الكلاميّة على ضعفاء المسلمين، الرابع: من يخوض في دقائق الفلسفة مِمَّا لا يفتقر إليه، كذا في "النبراس". ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388