عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

بمعنى المِلك فلا يمتنع٠[1]٠. ٠والله تعالى يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء٠ بمعنى: خلق٠[2]٠ الضلالة والاهتداء؛ لأنه الخالق وحده، وفي التقييد بالمشيئة إشارة إلى أنّه ليس المراد بالهداية بيان طريق الحقّ؛ لأنه عامّ في حقّ الكلّ٠[3]٠، ولا الإضلال عبارة عن وجدان العبد ضالاًّ أو تسميته ضالاًّ؛ إذ لا معنى٠[4]٠ لتعليق ذلك بمشيئته تعالى. نعم قد تضاف٠[5]٠ الهداية إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مجازاً بطريق التسبيب، كما يسند إلى القرآن، وقد يسند الإضلال إلى الشيطان مجازاً٠[6]٠ كما يسند إلى الأصنام. ثُمَّ المذكور في كلام المشايخ أنّ الهداية عندنا خلق الاهتداء، ومثل: ½هداه الله٠[7]٠ فلم يهتد¼


 



[1] قوله: [فلا يمتنع... إلخ] أي: الرزق بمعنى: المملوك, فلا يمتنع أن يأكله غير المالك. ١٢

[2] قوله: [بمعنى: خلق... إلخ] عند الأشاعرة, وفيه دفع شبهة نسبة الإضلال إليه تعالى, وظاهره القبح فدفعه بتفسير معناه. ١٢

[3] قوله: [في حقّ الكلّ] من الضالّين والمهتدين, فلا يكون التقييد بالمشيئة مفيدا. ١٢

[4] قوله: [إذ لا معنى... إلخ] أي: لقولنا: ½وجد الله من يشاء ضالاّ أو سمّاه ضالاّ¼, سِيّما على أصل المعتزلة أنّ العبد مستقلّ بفعله, لا معنى لتعلّق مشيئة الله تعالى به, والحسن والقبح عقليّان. ١٢ "نظم الفرائد".

[5] قوله: [نعم قد تضاف... إلخ] إشارة إلى جواب سؤال مقدّر, تقريره أنّ الهداية لو كان معناها خلق الاهتداء كما قلتم أيّها الأشاعرة لم يصحّ إسنادها إلى النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم؛ إذ لا خالق عندكم غير الحقّ سبحانه وتعالى, وكذلك الإضلال لو كان معناه خلق الضلالة لم يصحّ إسناده إلى الشيطان, فأجابه بأنّ هذا الإسناد من أقسام المجاز بعلاقة السببيّة, كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا ﴾[الأنفال: ٢]. ١٢

[6] قوله: [إلى الشيطان مجازاً] بعلاقة أنّه سبب للضلال بإيقاع الوسوسة. ١٢

[7] قوله: [ومثل هداه الله... إلخ] دفـع دخـل مقدّر, تقريره أنّ الهدايـة لوكانت بمعنى خلق الاهتداء لم

يتخلّف الاهتداء عنها, بل وجب تركه عليها, مع أنّه قد يتخلّف عنها, كما في هذا القول, وقوله تعالى: ﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ﴾[فصلت: ١٧], فأجاب بأنّ هذا أيضاً مجاز, والمراد تهيؤ أسباب الاهتداء من الدعوة والإرشاد. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388