عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

من غير النبيّ أشار إلى الجواب بقوله٠[1]٠: ٠ويكون ذلك٠ أي: ظهور خوارق العادات من الوليّ الذي هو من آحاد الأمّة ٠معجزة للرسول الذي ظهرت هذه الكرامة لواحد من أمّته؛ لأنه يظهر بها٠ أي: بتلك الكرامة ٠أنه وليّ ولن يكون وليّاً إلاّ وأن يكون محقًّا في ديانته, وديانته الإقرار٠ بالقلب واللسان ٠برسالة رسوله٠ مع الطاعة له في أوامره ونواهيه، حتى لو ادّعى هذا الوليّ الاستقلال بنفسه وعدم المتابعة لم يكن وليّاً ولم يظهر ذلك على يده، والحاصل أنّ الأمر الخارق للعادة فهو بالنسبة إلى النبيّ عليه السلام معجزة سواء ظهر من قبله أو من قبل آحاد أمّته٠[2]٠، وبالنسبة إلى الوليّ كرامة لخلوّه عن دعوى نبوّة من ظهر ذلك من قبله، فالنبيّ لا بدّ من علمه بكونه نبيّاً، ومن قصده إظهار خوارق العادات, ومن حكمه قطعاً بموجب المعجزات بخلاف الوليّ٠[3]٠. ٠وأفضل البشر بعد نبيّنا٠ والأحسن


 



[1] قوله: [أشار إلى الجواب بقوله... إلخ] وحاصله أنّ الاشتباه عند إدّعائه الرسالة لنفسه وهو مستحيل منه؛ لأنه متديّن ومقرّ برسالة رسوله عليه السلام, وعند عدم الادّعاء لا اشتباه؛ لأنه كرامة له ومعجزة لرسوله, وقد سبق في صدر الكتاب أنّ عدّ الكرامة معجزة إنما هو بطريق التشبيه لاشتراكهما في الدلالة على حقّيّة دعوى النبوّة فتذكّر. ١٢"خيالي"

[2] قوله: [من قبل آحاد أمّته] لدلالته على صدق نبوّته وحقّيّة رسالته, فبهذا الاعتبار جعل معجزة له, وإلاّ فحقيقة المعجزة أن تكون مقارنة للتحدّي على يد المدّعي. ١٢ "شرح الفقه الأكبر".

[3] قوله: [بخلاف الوليّ] فإنّه قد لا يعرف ولايته, بل ربمّا اعتقد أنه من شرار الناس هضماً لنفسه, وأيضاً لا يلزمه إظهار الخوارق قصداً, بل نهى كبار مشايخ الطريقة عن ذلك, مخافة أن يؤدّي إلى الإعجاب, اللّهمّ إلاّ إذا اشتدّت الحاجة. ١٢ "ن"




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388