عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

وَلَا يَسۡتَحۡسِرُونَ[الأنبياء: ١٩]. ٠ولا يوصفون بذكورة ولا أنوثة٠؛ إذ لَم يرد بذلك نقل ولا دلّ عليه عقل، وما زعم عبدة الأصنام أنهّم بنات الله تعالى محال باطل٠[1]٠ وإفراط في شأنِهم،كما أنّ قول اليهود٠[2]٠: إنّ الواحد فالواحد منهم قد يرتكب الكفر, ويعاقبه الله بالمسخ تفريط وتقصير في حالِهم، فإن قيل: أليس قد كفر إبليس وكان من الملائكة بدليل صحّة استثنائه٠[3]٠ منهم، قلنا: لا بل كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه، لكنّه لَمَّا كان في صفة الملائكة في باب العبادة ورفعة الدرجة وكان جنيًّا واحداً مغموراً فيما بينهم, صحّ استثناؤه٠[4]٠ منهم تغليباً، وأمّا هاروت وماروت٠[5]٠ فالأصحّ


 



[1] قوله: [محال باطل] ردّه الله بقوله: ﴿ لَيُسَمُّونَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ تَسۡمِيَةَ ٱلۡأُنثَىٰ [27] وَمَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ ﴾[النجم: ٢٧],

وقوله تعالى: ﴿ وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡ‍َٔلُونَ ﴾[الزخرف: ١٩] وقوله تعالى: ﴿ أَفَأَصۡفَىٰكُمۡ رَبُّكُم بِٱلۡبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنَٰثًاۚ إِنَّكُمۡ لَتَقُولُونَ قَوۡلًا عَظِيمٗا ﴾[الإسراء: ٤٠] إلى غير ذلك من  الآيات القرآنيّة. ١٢

[2] قوله: [قول اليهود... إلخ] وإليه الإشارة في قوله تعالى: ﴿ مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّلَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ ﴾[البقرة: ٩٨]. ١٢

[3] قوله: [بدليل صحّة استثنائه] إذ الأصل في الاستثناء هو الإتّصال, وأيضاً لولم يندرج في الملائكة لم يتناوله أمرهم بالسجود, فلم يوجد فسقه عن أمر ربّه, وقد يجاب بأنّ أمر الأعلى يتضمّن أمر الأدنى بلا مرية. ١٢ "خيالي".

([4])    قوله: [صحّ استثنائه... إلخ] حاصله أنّ إبليس كان من الجنّ لقوله تعالى: ﴿كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِ﴾[الكهف: ٥٠], وصحّ الاستثناء, وتناوله الأمر بالسجود للغلبة, أي: أنه كان مأموراً مع الملائكة, لكن عبّر عن المجموع بالملائكة تغليباً, كذا يحصل من الحواشي. ١٢

[5] قوله: [هاروت وماروت] هما ملكان نزلا بـ½بابل¼ قرية بـ½العراق¼, اسمان أعجميّان بدلالة منع صرفهما للعلميّة والعجمة. ١٢ "شرح الشفا" للملاّ عليّ القاري.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388