عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

يمكن فيه ذلك، ولهذا ذكر في الفتاوى أنّ قول القائل عند رؤية هالة القمر يكون مطر، مدّعياً علم الغيب لا بعلامته كفر٠[1]٠. ٠والمعدوم ليس بشيء٠ إن أريد بالشيء الثابت المتحقّق على ما ذهب إليه المحقّقون من أنّ الشيئيّة تساوق الوجود٠[2]٠ والثبوت، والعدم يرادف النفي، فهذا حكم ضروريّ لَم ينازع فيه إلاّ المعتزلة القائلون بأنّ المعدوم الممكن ثابت في الخارج٠[3]٠، وإن أريد أنّ المعدوم لا يسمّى شيئاً فهو بحث لغويّ مبنيّ على تفسير الشيء بأنه الموجود أو المعدوم٠[4]٠, أو ما يصلح أن يعلم٠[5]٠ أو يخبر عنه، فالمرجع إلى النقل، وتتبّع موارد الاستعمال. ٠وفي دعاء الأحياء للأموات وصدقتهم٠ أي: صدقة الأحياء ٠عنهم٠ أي: عن الأموات ٠نفع لهم٠ أي:


 



[1] قوله: [لا بعلامته كفر] أمّا إذا استدلّ بأنّ الهالة تدلّ على رطوبة الهواء, ورطوبة الهواء سبب أكثري للمطر فلا كفر. ١٢ "ن"

[2] قوله: [تساوق الوجود] بمعنى: المساوقة بين الشيئين أن لا يتخلّف أحدهما عن الآخر تخلّفاً زمانيًّا أو ذاتيًّا, وقد يطلق المساوق على اللازم بحسب الزمان, كذا في "شرح السلّم" للملاّ حسن وحاشيته, ولكن ثبت مِمَّا تقدّم في أوّل الكتاب أنّ الشيء مرادف للوجود. ١٢

[3] قوله: [ثابت في الخارج] فإنهم زعموا أنّ الماهيّة قسمان: أحدهما: المنفيّ ويسمّى المعدوم المحال والممتنع وغير الثابت, وثانيهما: الثابت ويسمّى المتحقّق والشيء, وهو إمّا موجود كالشمس وإمّا معدوم ممكن كالحوادث الموجودة بعد سنة, فالنفي عندهم أخصّ من العدم, والوجود أخصّ من الثبوت. ١٢ "ن"

[4] قوله: [أو المعدوم] الصحيح أو المعلوم, كما في "النبراس". ١٢

[5] قوله: [أو ما يصلح أن يعلم... إلخ] وهو مختارجمهور المعتزلة ومختار سيبويه أيضاً, كما في "التعريفات" للسيّد السند. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388