عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

وأبو النصر الدبوسيّ، قال الصدر الشهيد: وبه يفتى. ٠وما أخبر به النبيّ عليه السلام من أشراط الساعة٠ أي: من علاماتها ٠من خروج الدجّال, ودابّة الأرض٠[1]٠ ويأجوج ومأجوج٠[2]٠, ونـزول عيسى عليه السلام٠[3]٠ من السماء, وطلوع الشمس من مغربها فهو حقّ٠؛ لأنها أمور ممكنة أخبر بها الصادق، قال حذيفة بن أسيد الغفاريّ: ½طلع النبيّ عليه السلام علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذكرون؟ قلنا: نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، فذكر الدخان٠[4]٠, والدجّال والدابّة, وطلوع الشمس من


 



[1] قوله: [ودابّة الأرض] لقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دَآبَّةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ تُكَلِّمُهُمۡ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴾[النمل: ٨٢], والتفصيل في "بهار شريعت" لصدر الشريعة العلاّمة المفتي أمجد عليّ رحمه الله, وفي غيره من الكتب. ١٢

[2] قوله: [يأجوج ومأجوج] هما قبيلتان من ولد يافث بن نوح عليه السلام, كانوا يسكنون في الطرف الشرقيّ الشماليّ من الأرض, وأجسادهم عظيمة وأخلاقهم سباعيّة, فكانوا يدخلون البلاد فيفسدون حتى قيل: كانوا يأكلون الناس, فسدّ ذوالقرنين الملك طريقهم, فحبسهم الله سبحانه وراء الجبل. ١٢ "ن"

[3] قوله: [نزول عيسى عليه السلام] فترتيب القضيّة أنّ المهديّ يظهر أوّلاً في الحرمين الشريفين, ثُمَّ يأتي بيت المقدس, فيأتي الدجّال ويحصره في ذلك الحال, فينـزل عيسى عليه السلام من المنارة الشرقيّة في دمشق ½الشام¼, ويجيء إلى قتال الدجاّل, فيقتله بضربة في الحال, فإنّه يذوب كالملح في الماء, فيجتمع عيسى عليه السلام بالمهديّ, وقد أقيمت الصلاة فيشير المهديّ لعيسى عليه السلام بالتقدّم فيمتنع معلّلاً بأنّ هذه الصلاة أقيمت لك فأنت أولى بأن تكون الإمام في هذا المقام, ويقتدي به ليظهر متابعته لنبيّنا صلّى الله تعالى عليه وسلّم. ١٢ "شرح الفقه الأكبر".

[4] قوله: [الدخان] قال الطيـبيّ هو الذي ذكر في قوله تعالى: ﴿يَوۡمَ تَأۡتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٖ مُّبِينٖ﴾[الدخان: ١٠] وذلك كان في عهده صلّى الله تعالى عليه وسلّم, انتهى. ويؤيّده ما قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: هو عبارة عمّا أصاب قريشاً من القحط حتى يرى الهواء لهم كالدخان, لكن قال حذيفة هو على حقيقته؛ لأنه صلّى الله تعالى عليه وسلّم سئل عنه, فقال: يملاء ما بين المشرق والمغرب, يمكث أربعين يوماً وليلة, أمّا المؤمن فيصيبه كالزكام, والكافر كالسكران. ١٢ "مرقاة"




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388