عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

بذلك كما في عهد الأتراك، قلنا: نعم يحصل بعض النظام في أمر الدنيا٠[1]٠ ولكن يختلّ أمر الدين٠[2]٠، وهو الأمر المقصود٠[3]٠ الأهمّ والعمدة العظمى، فإن قيل: فعلى ما ذكر من أنّ مدّة الخلافة ثلاثون سنة, يكون الزمان بعد الخلفاء الراشدين خالياً عن الإمام فيعصي الأمّة٠[4]٠ كلّهم وتكون ميتتهم ميتة جاهليّة، قلنا: قد سبق أنّ المراد الخلافة الكاملة٠[5]٠، ولو سلّم فلعلّ دور الخلافة تنقضي دون دور الإمامة, بناء على أنّ الإمام أعمّ، لكنّ هذا الاصطلاح مِمَّا لم نجده من القوم، بل من الشيعة٠[6]٠ من يزعم أنّ الخليفة أعمّ٠[7]٠, ولهذا يقولون بخلافة الأيِمّة الثلاثة دون إمامتهم، وأمّا بعد الخلفاء


 



[1] قوله: [أمر الدنيا] كدفع قطّاع الطريق والسارقين والمتغلبّين. ١٢

[2] قوله: [أمر الدين] لأنه إن لم يكن مستجمعاً لشرائط الإمامة لا يتمكّن من تنفيذ أحكام الشرع سيّما إن كان جاهلاً. ١٢

[3] قوله: [وهو الأمر المقصود... إلخ] محصله أنّ الإمام ليس عبارة عن السلطان فقط؛ إذ به نظام المعاش, والإمام من به نظام المعاش والمعاد, بل هو أهمّ الأمور بنصبه؛ لأنه نائب النبيّ في إشاعة التشريع وإعلاء كلمة الله. ١٢"نظم"

[4] قوله: [فيعصي الأمّة كلّهم] لأنّ ترك الواجب معصية, والمعصية ضلالة, والأمّة لا تجمع على الضلالة. وقد يجاب بأنه إنما يلزم المعصية لو تركوه من قدرة واختيار لا عن عجز واضطرار فلا إشكال. ١٢ "خيالي".

[5] قوله: [الخلافة الكاملة] الخلافة المطلقة، فإنهّا لا حدّ لها. ١٢

[6] قوله: [من الشيعة] من يزعم على عكس هذا الاصطلاح. ١٢

[7] قوله: [الخليفة أعمّ] فإنّ الخليفة عندهم السلطان عادلاً كان أو ظالِماً, والإمام أحد الأيِمّة الإثنى عشر. ١٢ "ن"




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388