عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

ووصول الألم إليه من وجود المفعول معه؛ إذ لو تأخّر لانعدم هو٠[1]٠ بخلاف فعل الباري تعالى، فإنّه أزليّ واجب الدوام يبقى إلى وقت وجود المفعول. ٠وهو غير المكوّن٠[2]٠ عندنا٠؛ لأنّ الفعل يغاير المفعول بالضرورة، كالضرب مع المضروب والأكل مع المأكول؛ ولأنه لو كان نفس المكوّن لزم أن يكون المكوّن مكوّناً مخلوقاً بنفسه٠[3]٠، ضرورة أنه٠[4]٠ مكوّن بالتكوين الذي هو عينه، فيكون قديماً مستغنياً عن الصانع٠[5]٠، وهو محال، وأن لا يكون للخالق تعلّق بالعالم سوى أنه أقدم منه٠[6]٠, قادر عليه من غير صنع وتأثير فيه، ضرورة تكوّنه بنفسه، وهذا لا يوجب٠[7]٠ كونه خالقاً والعالَمِ مخلوقاً، فلا


 



[1] قوله: [لانعدم هو] أي: الضرب؛ لأنه من الأعراض وهي لا تبقى زمانين. ١٢

[2] قوله: [وهو غير المكوّن] ابتداء مسئلة اختلف فيها الماتريديّة والأشعريّة, حيث ذهب الماتريديّة إلى أنه غير المكوّن, والأشعريّة إلى أنه عينه, والغير محمول على ما يقابل العين بحسب المفهوم؛ لأنّ الدلائل المقرّرة في إثبات هذا المطلب إنما تثبت المغايرة بحسب المفهوم, لا التحقّق أي: صحّة الانفكاك بينهما. ١٢ كذا يستفاد من "حاشية السيالكوتي".

[3] قوله: [بنفسه] من غير احتياج إلى الصانع. ١٢

[4] قوله: [ضرورة أنه... إلخ] دليل الملازمة أي: إذا كان المكوّن مكوّناً مخلوقاً بنفسه, فيكون المكوّن مستغنياً عن الصانع السابق، والحاصل أنّ التكوين إذا كان عين المكوّن لم يقم بذات الله تعالى، فلا يكون مكوّناً  بالكسر له؛ لأنّ ½المكوِّن¼ بالكسر من قام به التكوين, فيلزم أن يكون ½المكوّن¼ بالفتح قائماً بنفسه. ١٢

[5] قوله: [مستغنياً عن الصانع] إذ الاحتياج إليه ليس إلاّ في الإيجاد والتكوين. ١٢

[6] قوله: [أقدمُ منه] القدم إمّا لغويّ, فالمعنى أدوم منه وأسبق؛ إذِ العالم حادث, وامّا اصطلاحيّ بأن يلاحظ لزوم قِدم العالم أيضاً، فالمعنى أقوى قدماً وأولى به؛ لأنه قديم بدون التكوين ١٢"خيالي".

[7] قوله: [وهذا لا يوجب... إلخ] بل يوجب عدم كونه خالقاً, وعدم كون العالم مخلوقاً. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388