عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

ضرب إنسان والانكسار في الزجاج عقيب كسر إنسان٠ قيّد بذلك٠[1]٠ ليصلح محلاًّ للخلاف في أنه هل للعبد فيه صنع أم لا؟ ٠وما أشبهه٠ كالموت عقيب القتل ٠كلّ ذلك مخلوق الله تعالى٠ لِمَا مرّ من أنّ الخالق هو الله تعالى وحده، وأنّ كلّ الممكنات مستندة إليه بلا واسطة، والمعتزلة لَمَّا أسندوا بعض الأفعال إلى غير الله قالوا: إن كان الفعل صادراً عن الفاعل لا بتوسّط فعل آخر فهو بطريق المباشرة٠[2]٠ وإلاّ فبطريق التوليد، ومعناه أن يوجب الفعل لفاعله فعلاً آخر, كحركة اليد توجب حركة المفتاح، فالألم يتولّد من الضرب, والانكسار من الكسر, وليسا مخلوقين لله تعالى، وعندنا الكلّ بخلق الله تعالى٠[3]٠. ٠لا صنع للعبد في تخليقه٠ والأولى أن لا يقيّد٠[4]٠


 



[1] قوله: [بذلك] أي: بالإنسان مع أنّ حال التوليد في أفعال جميع الحيوانات سواء, ويحتمل أن يكون إشارة إلى الظرف, أي: ½قوله عقيب... إلخ¼؛ ليخرج الألم المرتّب على ضرب غير مختار, والإنكسار المرتّب على سقوط حجر, فإنّ مثل هذا الضرب والانكسار مخلوق الله تعالى إجماعاً, فعلى هذا التقدير قيد الإنسان اتفاقيّ, والمراد به فعل مختار سواء كان إنساناً أو غيره من الحيوان. ١٢

[2] قوله: [بطريق المباشرة] والفرق بين التوليد والمباشرة أنّ ما كان العبد قادراً على عدم حصوله فهو مباشر, وما لم يقدر على عدم حصوله بعد استعمال سببه فهو مولّد. ١٢ "ن"

[3] قوله: [الكلّ  بخلق الله تعالى] أي: أصل فعل العبد مِمَّا باشره وما تولّد منه كلاهما مخلوقه تعالى, أمّا العبد فلا حظّ له إلاّ في كسب الفعل, وأمّا الثاني فلا اختيار له أيضاً فيه؛ لأنّه مضطرّ فيه بعد تقدير اختياره فعلاً باشره مِمَّا يوجبه. ١٢ "نظم".

[4] قوله: [الأولى أن لا يقيّد... إلخ] بل يقال: لا صنع للعبد فيه, حتى يكون المعنى أنّ العبد ليس خالقاً

له ولا كاسباً, كما هو مذهب الأشاعرة. أمّا التقييد بالتخليق فيوهم أنّ الأشاعرة إنما ينكرون كونه مخلوقاً للعبد, لا كونه مكسوباً, وهذا خلاف الحقّ. ١٢ "ن"




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388