عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

٠مخلوقتان٠ الآن ٠موجودتان٠ تكرير وتاكيد٠[1]٠، وزعم أكثر المعتزلة أنهما إنما تخلقان يوم الجزاء. ولنا قصة آدم٠[2]٠ وحواء وإسكانهما الجنّة، والآيات الظاهرة في إعدادهما مثل: ﴿ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ[آل عمران: ١٣٣] و﴿ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ [البقرة: ٢٤]؛ إذ لا ضرورة٠[3]٠ في العدول عن الظاهر، فإن عورض بمثل قوله تعالى: ﴿ تِلۡكَ ٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ نَجۡعَلُهَا لِلَّذِينَ ٠[4]٠لَا يُرِيدُونَ عُلُوّٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فَسَادٗا وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ[القصص: ٨٣]، قلنا: يحتمل الحال والاستمرار٠[5]٠


 



[1] قوله: [تكرير وتأكيد] أي: قوله: ½موجودتان¼ تاكيد لقوله: ½مخلوقتان¼؛ إذكونهما مخلوقتين يستلزم كونهما موجودتين. ١٢

[2] قوله: [قصة آدم... إلخ]و بها يثبت وجود النار؛ إذ لا قائل بالفصل, قال العلاّمة الخيالي: والقول بأنّ

تلك الجنّة كانت بستاناً من بساتين الدنيا مخالف لإجماع المسلمين.

[3] قوله: [إذ لا ضرورة... إلخ] إشارة إلى جواب سؤال, وهو أنّه يجوز أن يكون التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي للتنبيه على تحقّق وجودهما يوم الجزاء، فأجابه بأنّه لا ضرورة في العدل عن الظاهر. ١٢

[4] قوله: [نجعلها للذين... إلخ] فيه أنّه لا دلالة فيه لمذهب المعتزلة، لجواز أن يكون جعلاً مؤلّفاً بين الشيء وصفاته المفارقة, كما يقال: ½نجعل زيداً فاضلاً¼ و½نجعل هذا الثوب لزيد¼, أي: نعطيه إيّاه, ولا دلالة فيه على عدم زيد والثوب الآن, فالمعنى أنّا نعطيها لهم, وقد يتوهّم أنّ المتبادر منه تمكينهم من التمكّن فيها, وهذا لازم لوجود الجنّة, ونفي اللازم في الحال نفي لملزومه, وفيه أوّلاً أنّه غير لازم؛ لأنّ معناه أنهّا هيئت لهم الآن, ونعطيها في الآخرة, فإنّ المذكور ½نجعلها¼ لا ½نبنيها ونخلقها¼, هذا أصحّ الأجوبة عن المعارضة ذكره صاحب ½النظم¼ وصاحب ½النبراس¼. ١٢

[5] قوله: [الحال والاستمرار] فيه بحث؛ لأنّ احتمال الحال لا يساعدنا كما لا يساعدهم, والاستمرار مجاز فللمخالف أن يقول: لا ضرورة في العدول عن الظاهر. ١٢ "ن"




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388