عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

التأليف وأثناء التصنيف كان يغوض في بحار تحقيقه وتحريره ويلتقط الدرر من تدقيقه وتسطيره ويعترف برفعة شأنه وجلالته وقدر فضله وعلوّ مقامه ذكره في "الفوائد البهية".

قال العلاّمة جلال الدين السيوطي في "بغية الوعاة": الشيخ سعد الدين التفتازاني الإمام العلاّمة عالم بالنحو والتصريف والمعاني والبيان و الأصلين والمنطق و غيرها, تقدّم في الفنون واشتهر ذكره وطار صيته وانتفع الناس بتصانيفه وكان في لسانه لكنة, وانتهت إليه معرفة العلوم بالمشرق هذا هو العلاّمة التفتازاني في عيون العلماء البارزين في العلم والفنّ الذين يفتخر بهم العلاّم وتعتر بتصانيفهم الجامعات ومراكز الكتب.

وفاته:

اختلف العلماء في تاريخ وفاته اختلافاً بيّناً, فبعضهم يقولون: بأنه توفّي سنة اثنتين وتسعين وسبع مئة من الهجرة, وهو الذي اختاره العلاّمة ابن حجر العسقلاني والعلاّمة عبد العزيز الفرهاروي صاحب "النبراس".

وبعضهم يقولون: بأنه توفّي سنة إحدى وتسعين وسبع مئة من الهجرة, وهو الذي ذهب إليه العلاّمة السيوطي والشيخ علاؤ الدين وغيرهما.

قال في "النبراس": إنّه كان مقرّباً معظّماً عند السلطان الأمير تيمور الأعرج, فقدم السيد السند الشريف العلاّمة الجرجاني, واعترض على عباره السعد العلاّمة التفتازاني من "شرح الكشّاف" في اجتماع الإستعارة التبعية والتمثيلية في قوله تعالى: ﴿أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ﴾ [البقرة : ٥] فجرى المناظرة بين العلاّمتين في محفل الأمير فحكما بينهما النعمان المعتزلي, فرجّح قول الشريف فرفع السلطان منـزلته وحطّ منـزلة السعد, وكان هذا في سنة إحدى وتسعين وسبع مئة, ثُمّ توفّي السعد يوم الاثنين ثاني المحرم من السنة الثانية بعد تسعين وسبع مئة.

ثُمّ قدم الشيخ محمّد بن الجزري فجرى بينه وبين الشريف مناظره في سنة ستّ وثمان مئة فغلب الجزري, فرفع الأمير منـزلته وحطّ منـزلة الشريف, وهذا الكلّ من سوء فهم الأمير, فإنّ الإفحام في مسئلة واحدة لا يوجب نقصاً في علم العالِم, والله بكلّ شيء عليم.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388