عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

كثرة ما يعدّه ذوو العقول من الفضائل فلا٠[1]٠. ٠وخلافتهم٠ أي: نيابتهم عن الرسول في إقامة الدين بحيث يجب على كافّة الأمم الاتّباع ٠على هذا الترتيب٠[2]٠ أيضاً٠. يعني: أنّ الخلافة بعد رسول الله عليه السلام لأبي بكر, ثُمَّ لعمر ثُمَّ لعثمان ثُمَّ لعليّ رضي الله عنهم؛ وذلك لأنّ الصحابة قد اجتمعوا يوم توفيّ رسول الله عليه السلام في سقيفة بني ساعدة٠[3]٠, واستقرّ رأيهم بعد المشاورة والمنازعة٠[4]٠ على خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وأجمعوا على


 



[1] قوله: [فلا] أي: ليس للتوقّف جهة, بل يجب أن يجزم بأفضليّة عليّ رضي الله تعالى عنه؛ لأنّ فضائل عليّ كثيرة جدًّا, من الكمالات العلميّة والجهاد والاجتهاد في الطاعة والبلاغة في المواعظ وكثرة ورود الأحاديث في مناقبه وظهور الخوارق عنه وشجاعته وغيرها من الفضائل, كذا يحصل من الشروح. ١٢

[2] قوله: [على هذا الترتيب] أي: ترتيب الأفضليّة. ١٢

[3] قوله: [سقيفة بني ساعدة] السقيفة الصفة على وزن ½سفينة¼, وهي الموضع المسقف الذي لا جدار له في جانب أو أكثر, بمعنى: المفعول من ½سقفت البيت¼, وبنو ساعدة قوم من الأنصار, وإنما اجتمعوا لنصب الخليفة حفظاً لدين الإسلام ومخافة اختلال النظام لقلّة المؤمنين وكثرة الكافرين. ١٢ "ن"

[4] قوله: [والمنازعة... إلخ] بين المهاجرين والأنصار, فقال الأنصار للمهاجرين: ½منّا أمير و منكم أمير¼, فقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: ½يا معشر الأنصار أ لستم تعلمون أنّ رسول الله قد أمر أبا بكر أن يؤمّ الناس, فأيّكم تطيّب نفسه أن يتقدّم أبا بكر؟¼, فقالت الأنصار: ½نعوذ بالله أن نتقدّم أبا بكر¼, واحتجّ أبوبكر رضي الله تعالى عنه عليهم بقوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: ½الأيّمة من قريش¼, فاستقرّ رأي الصحابة بعد المشاورة والمراجعة على خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه, وأجمعوا على ذلك وبايعوه, كذا في "تاريخ الخلفاء" و"شرح العضدية". ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388