عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

المتواترات والحسّيّات، لا استدلاليًّا. قلنا: العلم الضروريّ٠[1]٠ في المتواتر هو العلم بكونه خبر الرسول عليه السلام؛ لأن هذا المعنى٠[2]٠ هو الذي تواتر الأخبار به، وفي المسموع من في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو إدراك الألفاظ وكونها كلام الرسول صلّى الله عليه وسلّم. والاستدلاليّ هو العلم بمضمونه وثبوت مدلوله، مثلاً قوله عليه السلام: ½البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر¼, علم بالتواتر أنه خبر الرسول٠[3]٠ عليه السلام وهو ضروريّ، ثُمّ علم منه أنه يجب أن تكون البيّنة على المدّعي وهو استدلاليّ٠[4]٠. فإن قيل: الخبر الصادق٠[5]٠ المفيد للعلم لا ينحصر في النوعَين،


 



[1] قوله: [قلنا: العلم الضروريّ] حاصل الجواب: أنّ هاهنا أمرين أحدهما: العلم بكون هذا الخبر خبر الرسول, وهو ضروريّ، والثاني: العلم بمضمونه وثبوت مدلوله وهو استدلالي, ففي الأوّل الخبر مفاد؛ لأنه معلوم بالتواتر والسمع, وفي الثاني مفيد سبب للعلم الاستدلاليّ. ١٢

[2] قوله: [لأنّ هذا المعنى] أي: العلم بكونه خبر الرسول, بخلاف التواتر بوجود "مكة", فإنّ الذي تواتر هو وجود "مكة", لا كونه خبر فلان، فإن قيل: لم كان علم مضمون المتواتر من خبر الرسول استدلاليّاً بخلاف مضمون خبر غيره عليه السلام, يقال: لأنّ مضمون خبر الرسول عليه السلام يرجع إلى المعاد والغائب, ومضمون خبر غيره عليه السلام راجع إلى المشاهد. ١٢

[3] قوله: [علم بالتواتر أنه خبر الرسول] الظاهر من كلام الشارح أنّ هذا الحديث متواتر، وقال العلاّمة الخياليّ: هذا مجرّد فرض التمثيل, وإلاّ فهذا الحديث مشهور لا متواتر انتهى. ويمكن أن يوجه بأنّ كلام الشارح مبنيّ على المسامحة أي: في حكم المتواتر ويؤيّده ما في "الكافي" أنّ هذا الحديث مشهورتلقّته الأمّة بالقبول, حتى صار كالمتواتر, وهكذا قال الإمام ابن الهمّام رحمه الله في "شرح الهداية". ١٢

[4] قوله: [هو استدلاليّ] أي: مستفاد من ترتيب المقدمّتين, أي: هذا خبر من ثبت رسالته بالمعجزات، وكلّ خبر هذا شأنه فهو صادق ومضمونه واقع. ١٢

[5] قوله: [فإن قيل: الخبر الصادق] منع الحصر في النوعين, تقريره أن يقال: إنّ كلاًّ من هذه الأخبارالأربعة الآتية صادق قطعاً, موجب للعلم بمضمونه, فما وجه حصر الخبر الصادق في النوعين المذكورين. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388