عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

الجزئيّ، فلا يتصوّر٠[1]٠ قدم المطلق مع حدوث كلّ من الجزئيّات، الرابع٠[2]٠: أنّه لو كان كلّ جسم في حيّز لزم عدم تناهي الأجسام؛ لأنّ الحيّز هو السطح٠[3]٠ الباطن من الحاوي المماس للسطح الظاهر من المحوي، والجواب: أنّ الحيّز عند المتكلّمين هو الفراغ المتوهّم٠[4]٠ الذي يشغله الجسم٠[5]٠ وتنفذ فيه أبعاده، ولَمَّا ثبت٠[6]٠ أنّ العالم محدث، ومعلوم أنّ المحدث لا بدّ له من محدث، ضرورة امتناع ترجّح أحد طرفي الممكن٠[7]٠ من غير مرجّح، ثبت أنّ له محدثاً.


 



[1] قوله: [فلا يتصوّر... إلخ] أى: لا يتصوّر قدم ماهيّة الحركة مع حدوث جزئيّاتها, ولا يرد عليه بأنّ المطلق كما يوجد في ضمن كلّ جزئيّ له بداية, فيأخذ حكم ذلك الجزئيّ أعني: البداية, كذلك يوجد في ضمن جميع الجزئيّات التي ليست لها بداية, فيأخذ بهذا الاعتبار حكمها أعني: عدم البداية, وحينئذ لا يلزم حدوث مطلق الحركة, فإنّ عدم تناهي الحركات باطل بالتطبيق وغيره من البراهين. ١٢

[2] قوله: [الرابع] ردّ على قوله: فلأنّ الجسم أو الجوهر لا يخلو عن الكون في الحيّز, حاصله أنّه لو كان كلّ جسم في حيّز لزم عدم تناهي الأجسام؛ لأنّ الحيّز عبارة عن السطح الباطن من الجسم الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم المحويّ, واللازم باطل بالتطبيق والسلّميّ. ١٢

[3] قوله: [الحيّز هو السطح... إلخ] هذا مبنيّ على مذهب المشائيّة. ١٢

[4] قوله: [الفراغ المتوهّم] أي: الخلاء الذي يتوهّم أنّه فراغ, وهو معدوم في الحقيقة, وإنما قيّد بالمتوهّم؛ لأنّ الفراغ الموجود ليس مذهب المتكلّمين, وعلى هذا لا يلزم عدم تناهي الأجسام؛ لأنّ الفراغ المتوهّم ليس بجسم ولا مستلزم له. ١٢

[5] قوله: [يشغله الجسم] خصّه بالذكر؛ لأنّ الكلام في الأجسام, وإلاّ فهو ما يشغله الجسم أو الجوهر. ١٢ "خ"

[6] قوله: [لَمَّا ثبت] أي: لَمَّا ثبت بالدليل أنّ العالم حادث مسبوق بالعدم, ومعلوم أنّ وجوده ليس بذاته, ويستوي في العقل وجوده وعدمه, فلا بدّ له من مرجّح يرجّح أحد الجانبين على الآخر. ١٢

[7] قوله: [طرفي الممكن] الوجود والعدم. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388