عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

على وجود الصانع من غير افتقار إلى إبطال التسلسل، وليس كذلك، بل هو إشارة٠[1]٠ إلى أحد أدلّة بطلان التسلسل وهو أنه لو ترتب سلسلة الممكنات لا إلى نهايةٍ لاحتاجت إلى علّة، وهي لا يجوز أن يكون نفسها٠[2]٠ ولا بعضها، لاستحالة كون الشيء٠[3]٠ علّة لنفسه ولعلله٠[4]٠، بل خارجاً عنها، فيكون واجباً فتنقطع السلسلة، ومن مشهور الأدلّة برهان التطبيق، وهو أن نفرض من المعلول الأخير إلى غير النهاية جملة ومِمَّا قبله بواحد٠[5]٠ مثلاً إلى غير النهاية جملة أخرى٠[6]٠، ثُمَّ نطبّق٠[7]٠ الجملتين بأن


 



[1] قوله: [بل هو إشارة] فيه بحث؛ لأنّ الإشارة إلى دليل بطلانه ليس افتقاراً له, وإنما ثبت الافتقار إن لو أخذ بطلانه مقدّمة للدليل على وجود الصانع, وليس كذلك. ١٢ "ر"

[2] قوله: [نفسها] أي: نفس سلسلة الممكنات. ١٢

[3] قوله: [لاستحالة كون الشيء... إلخ] أي: لو كان علّة مجموع السلسلة هي مجموع السلسلة لزم أن يكون الشيء علّة لنفسه, وهذا محال لاستلزامه تقدّم الشي على نفسه, ولو كان بعض السلسلة علّة لمجموع السلسلة لزم أن يكون الشيء علّة لنفسه ولِعلله, أمّا الأوّل فلأنّ هذا البعض داخل في المجموع, وأمّا الثاني فلأنّ هذا البعض علّة لِمَا سواه من السلسلة. ١٢ "ن"

[4] قوله: [لِعلله] مثلاً نفرض أنّ الألف علّة للباء والجيم والدال وهلم جرّاً, ثُمَّ نقول: الألف أيضاً ممكن لا بدّ له من علّة, فيجب أن يكون علّته بعض ما عداه من السلسة, وهو الباء مثلاً, فيلزم أن يكون الباء علّة للألف الذي هو علّة للباء. ١٢ "ن"

[5] قوله: [مِمَّا قبله بواحد] أي: من المعلول الذي هو علّة للمعلول الأخير, كالحادث اليوميّ. ١٢

[6] قوله: [جملة أخرى] بحيث يكون الجملة الأولى كلاًًّ والجملة الثانية جزء. ١٢

[7] قوله: [ثُمَّ نطبّق] قال الملاّ حسن: معنى التطبيق إيقاع المرتبة بإزاء المرتبة, لا بالحركة ولا بإيقاع المحاذاة, بل بأن يحكم العقل حكماً صحيحاً واقعيّاً, بأنّ في السلسلة الأولى أعني: سلسلة الكلّ مبدأ,  أعني: ½أ¼ كما في سلسلة  الجزء مبدأ,  أعني: ½ج¼ وهكذا يحكم  العقل بتعيين  المراتب بسبب الترتيب. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388