عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

الحدوث بالضرورة، فأشار إلى الجواب بقوله: ٠وهو٠ أي: القرآن الذي هو كلام الله تعالى ٠مكتوب٠[1]٠ في مصاحفنا٠ أي: بأشكال الكتابة وصور الحروف الدالّة عليه ٠محفوظ٠[2]٠ في قلوبنا٠ أي: بالألفاظ المخيّلة٠[3]٠ ٠مقروّ بألسنتنا٠ بحروفه الملفوظة المسموعة ٠مسموع بآذاننا٠ بتلك أيضاً ٠غير حالّ فيها٠٠[4]٠ أي: مع ذلك ليس حالاً في المصاحف ولا في القلوب ولا في الألسنة ولا في الآذان، بل هو معنى قديم٠[5]٠ قائم بذات الله تعالى، يلفظ


 



[1] قوله: [مكتوب... إلخ] قال تعالى: ﴿ وَٱلطُّورِ [1] وَكِتَٰبٖ مَّسۡطُورٖ [2] فِي رَقّٖ مَّنشُورٖ﴾[الطور: ١-٣] الآية, وقال تعالى: ﴿ فِي صُحُفٖ مُّكَرَّمَةٖ [13] مَّرۡفُوعَةٖ مُّطَهَّرَةِۢ [14] بِأَيۡدِي سَفَرَةٖ [15] كِرَامِۢ بَرَرَةٖ﴾[عبس: ١٣-١٦], قال تعالى: ﴿ إِنَّهُۥ لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ [76] فِي كِتَٰبٖ مَّكۡنُونٖ [77] لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ ﴾[الواقعة: ٧٦-٧٩], إلى غير ذلك من النصوص, وعليه تبتني حرمة مسّ المصحف للمحدث. ١٢

[2] قوله: [محفوظ... إلخ] قال تعالى: ﴿ بَلۡ هُوَ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَۚ﴾[العنكبوت: ٤٩]، وقال تعالى: ﴿ نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ [193] عَلَىٰ قَلۡبِكَ ﴾[الشعراء: ١٩٣-١٩٤]. ١٢

[3] قوله: [الألفاظ المخيّلة] الظاهر أنه أراد بالمخيّلة المخزونة في حاسّة الخيال على وفق مذهب الحكماء من أنّ الحسّ المشترك يأخذ صور المحسوسات عن الحواسّ الظاهرة ويسلّمها إلى الخيال، وذهب بعض علماء الشرع إلى أنّ محلّ العلم والحفظ هو القلب, والنصوص معاضدة لهم. ١٢ "ن"

[4] قوله: [غير حال فيها] أي: نفسه القديمة غير حالّة في هذه المحالّ, بل إنما تحلّ فيها صوره, ودواله اللفظيّة العينيّة أوالخيالية أوالكتابيّة, حلول العرض في موضوعه أو المتمكّن في مكانه, فهذا إشارة إلى كلامه النفسيّ القديم, كما أنّ الأوّل إشارة إلى مظاهره ومجاليه وأشباحه وعباراته وعنواناته الدالّة عليه, المعبّر بها عنه المباينة له وجوداً وحقيقة, ولم تكن من نوعه ولا جنسه أيضاً كما يزعمه الحنابلة, فتدبّر. ١٢ "نظم الفرائد".

[5]قوله: [بل هو معنى قديم] أي: ليست هـذه الـوجـودات في هـذه المحالّ والموضوعـات وجـودات

الكلام النفسيّ, لا لطبعه ولا تشخّصه, وإنما هي وجودات تعبيراته وعنواناته, وإنما وجوده قيامه القديم بذاته تعالى لكونه صفة وحقيقة ناعتيّة، ووجود الصفة في نفسها هو وجودها لموضوعها وموصوفها على ما تقرّر في موضعه. ١٢ "نظم الفرائد" بتصرّف.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388