عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

تعالى إيّانا٠[1]٠، وفيه نظر٠[2]٠؛ لأنّ الكلام في الرؤية بحاسّة البصر، فإن قيل٠[3]٠: لو كان جائز الرؤية والحاسّة سليمة وسائر الشرائط موجودة لوجب أن يرى وإلاّ لجاز أن يكون بحضرتنا جبال شاهقة لا نراها، وإنّه سفسطة٠[4]٠، قلنا: ممنوع٠[5]٠، فإنّ الرؤية عندنا بخلق الله تعالى، فلا تجب عند اجتماع الشرائط،


 



[1] قوله: [برؤية الله تعالى إيّانا] قال سيّدنا العارف القطب الربّانيّ عبد الوهّاب الشعرانيّ أفاض الله علينا من بركاته في ”اليواقيت والجواهر“: وكما أنّ الحقّ تعالى يرانا من غير مقابلة ولا جهة باتّفاقنا؛ إذ الرؤية نسبة خاصّة بين طرفي راءٍ ومرئيّ, فإذا اقتضت عقلاً كون أحدهما في جهة اقتضت كون الآخر كذلك, فإذا ثبت عدم لزوم ذلك في أحدهما ثبت مثله في الآخر. ١٢

[2] قوله: [فيه نظر] حاصله أنّ الكلام في رؤيتنا إيّاه تعالى بحاسّة البصر ورؤية الله تعالى إياّنا ليست بحاسّة البصر.

[3] قوله: [فإن قيل... إلخ] شبهة عقليّة من المنكرين للرؤية أوردوها علينا, حاصلها أنه لو جازت رؤيته تعالى لرأيناه الآن, والتالي باطل بطلانا ظاهراً؛ لأنه إذا اجتمعت شرائط الرؤية وجب حصول الرؤية, و إلاّ لجاز أن يكون بحضرتنا جبال شاهقة ونحن لا نراها وإنّه سفسطة. ١٢

[4] قوله: [سفسطة] أي: كون جبال شاهقة بحضرتنا, وعدم رؤيتنا إيّاها سفسطة رافعة للثقة عن القطعيّات. ١٢

[5] قوله: [ممنوع] أي: لا نسلّم الملازمة ولا نسلّم وجوب الرؤية عند اجتماع شرائطها ولا نسلّم أيضاً من عدم وجوب رؤية الله تعالى, جواز عدم رؤية الجبال مع كونها بحضرتنا؛ لأنّ الرؤية عندنا بمحض خلق الله تعالى من غير تأثير للحواسّ, فيجوز أن لا يخلق الله تعالى الرؤية عند اجتماع الشرائط, وإن سلّمنا وجوبها في الشاهد، ولكن لا نسلّم وجوبها في الباري تعالى لجواز اختلاف الرؤية......................................

في الماهيّة واللوازم. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388