عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

شرح ميزان العقائد

بسم الله الرحمن الرحيم

 وبه نستعين في التتميم, الله محمّد في جميع أفعاله, ومحمد الله مصلّ ومسلّم مع صحبه وآله.

قوله: [الحمد... إلخ] يحتمل الجنس والاستغراق والعهد, وفي الاستغراق إشكال مشهور وهو لزوم عينية الحكاية والمحكي عنه, والدفع بأنه بجميع أجزائه مأخوذ في جانب الموضوع والتغاير بالإجمال والتفصيل تأمّل, اختار اسمية الجملة لكونها دالّةً على الدوام والثبات, وقدّم ½الحمد¼؛ لأنه المناسب للمقام وهي في الأصل جملة فعلية, فيكون إنشاء للحمد, فإنّ الإخبار بذلك الحمد.

 قوله: [لله] لفظ ½الله¼ علَم للذات الواجب الوجود لا اسم للمفهوم الكلي الواجب بالذات؛ لأنه ينافيه دلالة كلمة التوحيد عليه, ولذا اختاره دون ½الرحمن¼ أو غيره.

قوله: [على سيِّدنا] الضمير لجميع بني آدم, كما ورد: ½أنا سيّد ولد آدم ولا فخر¼, لا يقال: نبينا عليه السلام أيضاً داخل فيهم فيكون سيّداً من نفسه وهو ظاهر البطلان؛ لأنا نقول: يحكم العقل ببداهته بخروجه عليه السلام عنهم فهو تخصيص عقليّ, كما قيل في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [البقرة : ٢٨٤].

قوله: [محمّد] عطف بيان لقوله: ½سيِّدنا¼.

قوله: [أجمعين] حال من ½الصحب¼ أو تاكيد.

قوله: [مقالة] ليعلم أنّ هذه الرسالة مرتّبة على ثلاث مقالات وخاتمة, المقالة الأولى فيما يتعلّق بالإله من إثبات الذات والصفات, والثانية في مباحث النبوّة والإمامة, والثالثة في المعاد وأحواله, والخاتمة تتمّة لبعض مباحث المعاد وغيرها.

قوله: [فيما يتعلّق بالإله... إلخ] ½ما¼ موصولة أي: في مباحث يتعلّق تعلّق إثباتها له أو نفيها عنه, و½الإله¼ في الأصل يطلق على كلّ معبود, ثُمّ غلب استعماله في المعبود بالحقّ الذي ذاته اقتضت وجوده, اعلم أنّ علم العقائد موضوعه ذات الله تعالى؛ لأنه يبحث فيه عن عوارضه الذاتية التي هي إمّا صفاته تعالى كالعلم والقدرة والرؤية والكلام أو أفعاله إمّا في الدنيا بخلق أفعال العباد وغير ذلك من




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388