عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

المتكيّف بكيفيّة الصوت إلى الصماخ، بمعنى أنّ الله تعالى٠[1]٠ يخلق الإدراك في النفس عند ذلك ٠والبصر٠ وهي قوّة مودعة في العصبتَين المجوّفتين٠[2]٠ اللتين تتلاقيان٠[3]٠ ثُمّ تفترقان فتأدّيان إلى العينين، تدرك بها الأضواء٠[4]٠ والألوان والأشكال والمقادير والحركات٠[5]٠ والحسن والقبح وغير ذلك مِمّا


 



[1] قوله: [بمعنى أنّ الله تعالى] فيه تنبيه على أنّ وصول الهواء المتكيّف بكيفيّة الصوت ليس علّة تامّة للإدراك, بل إنما يحصل الإدراك بمحض خلق الله تعالى عند الوصول بطريق جري العادة. ١٢

[2] قوله: [العصبتين المجوّفتين] اعلم أنه قد بيّن في التشريح: أنه قد ثبت من جانبي مقدّم الدماغ من تحت محلّ الشمّ عصبتان مجوّفتان متقاربتان, حتى اتّصلتا وصار تجويفاهما واحداً, ثمّ تباعدتا إلى أن اتّصلتا بالعينين, وذلك التجويف الذي في الملتقى أودع فيه القوّة الباصرة وتسمّى مجمع النورين. ١٢ حاشية "ع".

[3] قوله: [تتلاقيان] في "الخيالي": فيه إشارة إلى أنهما لا يتقاطعان على هيئة الصليب, بل يتّصل العصب الأيمن بالأيسر, ثمّ ينتقل الأيمن إلى العين اليمنى, والأيسر إلى اليسرى، فعلى هذا يكون كهيئة دالّين يكون محدّب كلّ منهما إلى محدّب الآخر هٰكذا لَكَ يتبادر من "شرح المقاصد" أنّ مختار الشارح قدّس سرّه أنهما يتقاطعان كتقاطع الصليب هكذا. ١٢

[4] قوله: [تدرك بها الأضواء] المشهور فيما بين الجمهور وهو مختار الإمام الرازيّ أنّ الضوء مبصر أوّلاً وبالذات لعدم توقّف رؤيته على رؤية شيء آخر, واللون مبصر ثانياً وبالعرض على قياس قيام الحركة بالسفينة, وراكبها، والتفصيل في "شرح المواقف". ١٢

[5] قوله: [الحركات] يرد عليه أنّ الحركات من الأعراض النسبيّة, والمتكلّمون يقولون: إنّها اعتباريّة ليس لها تحقّق في الخارج, فكيف تدرك بالحسّ؛ إذ الإدراك الحسّي فرع الوجود الخارجيّ, وأجيب عنه: بأنّ الحركة من الموجودات الخارجيّة بالاتّفاق, ولزوم النسبة لها لا ينافي إدراكها بالحسّ. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388